كان القرآن يتدخل ليصف الحياة في عصر الرسالة، كما هي ، والتي كشفت أن هذا الجيل قد اختاره الله تعالى ليكونوا أصحاب النبي بحق، لما ضربوه من أروع الأمثلة في البذل والعطاء.
ولا عجب في ذلك، فقد كان بينهم النبي صلى الله عليه وسلم يرشدهم، ويقومهم ويزكي نفوسهم، كما قال تعالى :" هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة".
أغرب الحكايات:
ذات يوم جاء ضيف الى الرسول صلى الله عليه وسلم لزيارته، فأرسل الرسول الى زوجاته يطلب منهن واجب ضيافة الرجل، فقلن رضي الله عنهن أنه لا يوجد بالبيوت سوى الماء.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار: من يضيف هذا الرجل؟ فقال أحد الصحابة الأنصار: أنا يا رسول الله، ثم أخذه الرجل الى زوجته وطلب منها ان تكرمه فهو ضيف رسول الله، فقالت الزوجة : ما عندنا غير قوت أبنائي.
اقرأ أيضا:
النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبةالضيف في بيت الصحابي:
فقال الرجل لزوجته: نومي صبيانك إذا أرادوا العشاء ، واطفأي السراج، وهيئي الطعام للضيف، وبالفعل قامت الزوجة بفعل ما طلبه منها زوجها، فجهزت طعامها، وأطفأت سراجها فجعلا يريانه أنهما يأكلان.
وفي اليوم التالي عندما جاء هذا الصحابي الذي أكرم الضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسالم، قال له الرسول: ضحك الله الليلة وتعجب من فعلكما، فأنزل الله تعالى قوله: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون".