يقول الله تعالى : " ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها"، كما أمر صلى الله عليه وسلم بالشفاعة، حيث قال صلى الله عليه وسلم قال: "اشفعوا تؤجروا، فإني لأريد الأمر فأؤخره كيما تشفعوا فتؤجروا".
شفاعة النبي لمعاذ بن جبل
ومن شفاعته الحسنة صلى الله عليه وسلم أن الصحابي معاذ بن جبل كان شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى استدان بدين استغرق جميع ماله: فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلم غرماءه ففعل، فلم يضعوا له شيئا، فلو ترك لأحد بكلام أحد لترك لمعاذ بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبرح حتى باع ماله وقسمه بين غرمائه، فقام معاذ لا مال له فلما حج بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليجبر.
روى الإمام أحمد وأبو داود عن قيس بن سعد بن عبادة- رضي الله تعالى عنهما- قال:
كما كان صلى الله عليه وسلمك يتعاهد أصحابه ويزورهم، يقول الصحابي سهل بن حنيف - رضي الله تعالى عنه- : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم.
وعن جابر- رضي الله تعالى عنه- فقال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرا في منزلنا.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر ذهب إلى بني عبد الأشهل فيتحدث عندهم حتى ينحدر للمغرب.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهازيارة النبي لأم سليم
يقول أنس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور أم سليم فتدركه الصلاة، فيصلي أحيانا على بساط لنا، وهو حصير لنا ننضحه بالماء.
وعن أم ورقة بنت نوفل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت: قلت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم، لعل الله أن يرزقني شهادة، قال: " قري في بيتك، فإن الله- عز وجل- يرزقك الشهادة".
فكانت تسمى الشهيدة، قال: وكانت قد قرأت القرآن، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في دارها مؤذنا، فأذن لها، ق.
وكانت قد وعدت غلاما لها وجارية، بحريتهما بعد موتها، فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا.
فأصبح عمر، فقام في الناس فقال: من كان عنده من هذين علم، أو من رآهما فليجئ بهما، فأمر بهما فصلبا، فكانا أول مصلوب بالمدينة.
وعن أم بشر- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، وهي تطبخ.
واقتتل أهل قباء حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اذهبوا بنا نصلح بينهم".