الله تبارك وتعالي حرم الظُّلم على نفسه، وجعله أيضاً مُحرَّماً بين عباده، وفقا لما جاء في الحديث القدسي "يا عبادي، إنّي حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم مُحرَّماً، فلا تظالموا"، والظلم اصطلاحا هو مجاوزة الحدّ الذي وضعه الشّارع، وهو أيضاً وضع الأمر في غير موضعه الذي شَرَعَه الله تعالى، وكذلك فإنّ كلّ ذنب يُعصىبه الله -سبحانه وتعالى- هو ظلم، سواء اكان تجاوزا لحدود الله او ظلما للغير .
وفي هذا السياق يعتقد قطاع كبير من أبناء أدم عليه السلام أن عقوبة الله للظالم تكون سريعة بعد ظلمه مباشرة وهو اعتقاد خطأ اثبتته آيات عديدة من الذكر الحكيم حددت للظالم مراحل أربعة يجب الانتباه إليها جيدا لدحر هذه المعتقدات الخاطئة .
أولي المراحل التي يتعامل بها ربنا عز وجل مع الظالم هي مرحلة الإمهال والإملاء* "وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ" الآية 183الاعراف وفيها يمهل الله الظالم أملا في التوبة أو بالعودة عما اقترف من ذنب .
فيما يحل الاستدراج كمرحلة ثانية من تعامل الله عز وجل مع الظالم طبقًا لقوله سبحانه وتعالى "سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ " 182الأعراف ،فالظالم لا تكون عقوبته ضيق الدنيا عليه لا بل علي العكس قد تفتح عليه الدنيا وتبسط عليه اللذات ويعطيه الله أعلي مما يطلب وباعتبار أن الدرج يدل على الارتفاع . والدرك يدل على النزول .