السيدة ليا بنت يعقوب زوجة سيدنا أيوب -عليه السلام- تعد واحدة من أفضل نساء العالمين فهي صاحبة منزلة مباركة وعالية في مقام الصدق، واتخذت مكانا عليا في منازل الأبرار، حيث عاشت مع زوجها في محنته التي امتدت قرابة ثماني عشرة سنة، وكانت مثال المرأة البارة ومثال الزوجة الصابرة الراضية بقضاء الله وقدره.
اقرأ أيضا:
حتى لا تكون مثارًا للشبهات.. موقف للنبي يعلمك الابتعاد عن الريبة والاستبراء للعرضولهذا وصفها الإمام ابن كثير - رحمه الله - بقوله:الصابرة، والمحتسبة، المكابدة، الصديقة، البارة، والراشدة، رضي الله عنها.
والسيدة ليا هي التي يقالعنها ان أبيها نبي واخيها نبي وزوجها نبي وابنها نبي حيث ان:
أباها هو سيدنا يعقوب عليه السلام
وأخوها هو سيدنا يوسف عليه السلام
وزوجها سيدنا أيوب عليه السلام
وابنها و سيدنا ذو الكفل عليه السلام
صديقة شاكرة صابرة عابدة
وقد كان سيدنا أيوب -عليه السلام- أحد أغنياء الأنبياء، وكانت ليا زوج أيوبت عيش في نعيم وجنات وعيون، وذلك في بلاد الشام، كانت ليا قد آمنت مع أيوب وبدعوته، فقد كان أيوب -عليه السلام- برا تقيا رحيما، يحسن إلى المساكين،ويكفل الأيتام والأرامل، وكان شاكرا لأنعم الله عليه، مؤديا لحق الله عز وجل، وكان لسيدنا أيوب أولاد وأهلون كثير، وكانت زوجه ليا ترفل في النعيم، صديقة شاكرة عابدة عارفة حق الله على العباد في الشكر، فقد كانت تكثر الحمد والشكروالثناء على الله عز وجل، إذ رزقها من البنين والبنات ما تقربه عينها ولا تحزن،وأوسع عليه وعلى زوجها من الرزق شيئا مباركا، وفضلهما على كثير من خلقه.
إلا أن زوجة سيدنا أيوب عليه السلام السيدة ليا خضعت لامتحان رباني فيما آتاها الله وزوجها، فنجحت في هذا الامتحان بتوفيق من الله، وبرهنت على صدقها مع الله سبحانه.
صديقةٌ بارةٌ: قال الحسن رحمهالله: ضُرب أيوب بالبلاء ثم البلاء بعد البلاء بذهاب الأهل والمال، وصبر أيوب-عليه السلام-وصبرت زوجه ليا صبرا جميلا، فقد تعودت أن تكل أمرها إلى الله عز وجل.
اقرأ أيضا:
كيف تكتشف نواياك السوداء؟.. تعرف عليها من خلال هذه الأشياءالسيدة ليا السند العظيم لنبي الله أيوب
وكان سيدنا أيوب عليه السلام قد ابتلي في جسده،ومسه الضُر، وطال بلاؤه ومرضه أياما وأعواما، وهو في ذلك كله صابرٌ محتسب، ذاكرالله في ليله ونهاره، وصباحه ومسائه، وفي كل وقت، طال مرض أيوب -عليه السلام-حتى كاد ينقطع عنه الناس، ولم يبق أحدٌ يحنو عليه سوى ليا زوجه، فقد كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها، وشفقته عليها عندماكان في بحبوحة من العيش، وبسطة من الصحة والجسم.
اقرأ أيضا:
قبل ما يقلب قلبك على المعصية.. استثمر الطاعة وقد أشفقت السيدة ليا على زوجها أيوب -عليه السلام- إشفاقا شديدا ورثت لحاله، فلما رأت أن زوجها طال عليه البلاء، ولم يزدد إلا شكراوتسليما، عندئذ تقدمت منه وقالت له فيما رواه ابن عباس -رضي الله عنه-: يا أيوب، إنك رجل مجاب الدعوة، فادع الله أنيشفيك.
فقال: كنا في النعماء سبعين سنة، فدعينا نكون في البلاء سبعين سنة. ولما سمعت ليا من زوجها أيوب هذا الكلام الذي ينضح بالإيمان والتسليم والانقياد لله، وعرفت أنها لنتدرك منزلته، ولكنها استمرت في الإحسان إليه، وحفظت وده لإيمانها بالله تعالى وبرسوله أيوب، إلى أن كشف الله عنه الضّر، ومسته نفحة ربانية فعاد صحيحا سليما.وقد أثنى عليه الله سبحانه وتعالى فقال:﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ (سورة ص آية 44.
وجاء الفرج الإلهي وجاءت الوصفة الطبية الربانيةلأيوب؛ أما صفة هذه الوصفة الربانية فموجودة في القرآن الكريم والذكر الحكيم في قوله تعالى:﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ (سورة ص آية 42) أمر الله أيوب أن يضرب برجله الأرض، امتثل أيوب أمر ربه، ومس الأرض، فنبع منهاالماء نقيا عذبا فراتا سائغا، فشرب منه فبرأ ما كان في بطنه من دقيق السقم وجليله، واغتسل فبرأ من ظاهره أتمّ براءة، فما كان يرسل الماء على عضو إلا ويعود في الحين أحسن ما كان قبل بإذن الله تعالى،أما زوج أيوب فقد كانت في طريقها إلى أيوب، لم تكن معه ساعة اغتسل من الماء، وعندما وصلت نظرت إليه، فلم تعرفه بادئ الأمر، ولما أخبرها بما أكرمه الله، وبما منّ عليه من الشفاء، سجدت شكرالله تعالى ثم قالت: إن ربي على كل شيء قدير، وإنه يحيي العظام وهيرميم.
وفي نهاية هذا الابتلاء الصعب أكرم الله عز وجل نبيه أيوب عليه السلام وزوجته ليا، وردّ عليه ماله، وولده، وولد له مثل عددهم.
اقرأ أيضا:
إصلاح ذات البين.. هكذا نؤسس لإصلاح بيوتنا من الداخل اقرأ أيضا:
ما حكم زواج الغيلة.. ولماذا همّ النبي بالنهي عنه؟ اقرأ أيضا:
اختلاف حضور القلب والخشوع يجعل المصلين درجات.. انظر درجتك بين هؤلاء