أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

حكايات مؤثرة.. كيف تعامل الملوك مع من أظهروا الوفاء لخصومهم؟

سيدنا يحي بن زكريا ..لماذا كان معصوما من الذنوب ؟ولهذا اختلف الفقهاء في سبب تسميته

ما هو حكم إجراء الصائم الحقنة الشرجية أثناء الصيام؟.. "الإفتاء" تجيب

عمرو خالد يكشف: حكم رائعة وفوائد عظيمة لسورة "الكهف" يوم الجمعة

يوم الجمعة هدية ربانية.. احرص فيه على هذه الأمور

يوم الجمعة يوم النفحات والفيوضات الربانية .. تعرف على خصائصه وفضائله

الصلاة على النبي يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها.. اغتنمها

فيه ساعة إجابة: أفضل أدعية يوم الجمعة المستحبة والمستجابة.. اغتنمها

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

تعدد الزوجات.. حتى تفهمه بشكل صحيح هذه شروطه وصحابة كثيرون اكتفوا بزوجة واحدة

بقلم | خالد يونس | السبت 29 فبراير 2020 - 08:02 م

كثيرون من الأزواج يتحدثون عن حقهم في تعدد الزوجات، بل ويقول بعضهم إن التعدد هو سنة، ويستدلون بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تزوجوا ثانية وثالثة ورابعة، والكثيرون تشدقوا بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من 9 نساء، لكنهم تجاهلوا أن النبى الكريم ظل زوجا لامرأة واحدة هى أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها لخمسة وعشرين عاما، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يسمح لأزواج بناته الأربع بالزواج عليهن حتى وفاتهن، وأن عددًا كبيرًا من كبار فقهاء الصحابة والتابعين وكبار العلماء والدعاة اكتفوا بزوجة واحدة وعاشوا فى كنف أسرة سعيدة.

 عاش النبي قصة حب حقيقية نقية، دامت خمسا وعشرين سنة مع السيدة خديجة لم يتزوج غيرها.


بل أن النبى صلى الله عليه وسلم تزوج وهو فى الخامسة والعشرين من عمره بالسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وهى فى الأربعين من عمرها، وقد سبق لها الزواج من قبل، فعاش معها صلوات الله وسلامه عليه قصة حب حقيقية نقية، دامت خمسا وعشرين سنة لم يتزوج غيرها.


وبعد وفاة السيدة خديجة تزوج النبى صلى الله عليه وسلم بالسيدة سودة بنت زمعة التى كان لديها ستة أبناء، وملامحها خاليةمن الجمال، وكبيرة السن، ثقيلة الحركة، لكى يتكفَّل بهذه الأرملة بعد وفاة زوجها السكران بن عمرو بعد هجرة الحبشة الثانية.


وبعد هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة كانت بداية تأسيس الدولة الإسلامية، وظهرت هناك مجموعة من الأسباب الاجتماعية والتشريعية والتعليمية، التى أدت إلى حاجة النبى صلى الله عليه وسلم إلى الزواج بأكثر من زوجة للمساهمة فى بناء المجتمع الجديد، ولظهورأسباب معينة يستلزم معها الزواج بكل زوجة من الزوجات، مثل إلغاء التبنى أو إطلاق سراح أسرى أو تكريم زوجة شهيد، وكل من تزوجهنَّ بعد السيدة خديجة أرامل أو سبق لهن الزواج،ما عدا السيدة عائشة فهى البكر الوحيدة من بينهن.

اقرأ أيضا:

يوم الجمعة هدية ربانية.. احرص فيه على هذه الأمور

تفسير أم المؤمنين عائشة لآية التعدد



ومن هنا جاء تفسير أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لآية التعدد الذى سمعته وتعلمته منزوجها النبى الكريم، حاسما مانعا، ومخالفا للتفسير الذكورى الذى ساد فيما بعد.


 الدكتور على جمعة: أنه لم يرد أمر لمن تزوج واحدة بأن يتزوج أخرى, وذلك لأن تعدد الزوجات ليس مقصودا لذاته وإنما لأسباب


فقدروى البخارى عن عمرو بن الزبير أنه سأل عائشة رضى الله عنها زوج النبى عن قول الله تعالي: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَلَكُم مِّنَ النِّسَاء «...... الآية.


فقالت:يا ابن أختى هى اليتيمة، تكون فى حجر وليها، فتشاركه فى ماله فيعجبه مالها وجمالهافيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط فى صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا إليهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق، وأمروا أن ينكحواما طاب لهم من النساء سواهن.

ويكملعروة: قالت عائشة: ثم إن الناس استفتوا رسول الله بعد هذهالآية (فيهن)، فأنزل الله عز وجل قوله:

«وَيَسْتَفْتُونَكَفِى النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِى الْكِتَابِ فِى يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِى لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ» (النساء 127).

قالت رضي الله عنها:والذى ذكر الله أنه يتلى عليهم فى الكتاب الآية الأولى التى قال الله سبحانه فيها: «وَإِنْخِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء»(النساء: 3).


قالت عائشة: وقول الله عز وجل فى الآية الأخرى: «وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ»

(النساء127) هى رغبة أحدكم عن يتيمته التى تكون فى حجره، حين تكون قليلة المال والجمال، فنهواأن ينكحوا من رغبوا فى مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن إن كن قليلات المال والجمال.


ومعنى الآية أنها خطاب لأولياء اليتامى بالعدل والإقساط فى اليتيمة التى فى حجره وتحت ولايته،إن أراد أن يتزوج بها، وإلا فليتزوج غيرها من النساء، فإنهن كثيرات ولم يضيق الله عزوجل عليه فأحل له من واحدة إلى أربع، فإن خاف الجور والظلم فليكتف بواحدة أو ما ملكت يمينه من الإماء.


التعدد مقرون باليتامى


ويوضح المفتى السابق الدكتور على جمعة: (أنه لم يرد أمر لمن تزوج واحدة بأن يتزوج أخرى, وذلك لأن تعدد الزوجات ليس مقصودا لذاته وإنما لأسباب، فالتعدد لم يرد فى القرآن الكريم بمعزل عن أسبابه, فالله عز وجل قال: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِى الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْخِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» [النساء:3].


فالذين فسروا الآية الكريمة أو درسوها كنظام إنسانى اجتماعى فسروها بمعزل عن السبب الرئيسى الذى أنزلت لأجله, وهو وجود اليتامى والأرامل, إذ إن التعدد ورد مقرونا باليتامى, حيثقاموا بانتزاع قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) دون القول السابق, والذى صيغ بأسلوب الشرط (وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى) وكذلك دون القول اللاحق, والذى يقيد تلك الإباحة بالعدل, حيث قال فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) فمن ذهبإلى القرآن الكريم لا يجد دعوة مفتوحة صريحة للتعدد دون تلك القيود التى أشرنا إليها.


وقد سلكت السنة النبوية السلوك نفسه قولا وعملا, ففى الرواية أخبر بأنه خلق آدم وله زوجة واحدة ولم يعدد, فأصل الخلقة الواحدة، وفى التشريع أباح ولم يأمر وشتان بين أن يكون الإسلام أمر بالتعدد وأن يكون قد أباحه فحسب، فضلا عن أن تكون تلك الإباحة مرتبطة بأسبابها ومقيدة بأكثر من قيد فى قوله فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) وقوله فى آخر الآيةذلك أدنى ألا تعولوا) أي ذلك) وهو الاكتفاء بواحدة، أقرب ألا تجوروا وتميلوا عن حقوقالنساء، إذ التعدد يعرض الرجل إلى الجور وإن بذل جهده فى العدل: فللنفس رغبات وغفلات,وهذا ما يتفق وظاهر قوله سبحانه «وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ» [النساء: 129].


 لم يعرف عن الصحابى أبى الدرداء الأنصارى أنه تزوج على أم الدرداء حتى ماتت، فتزوج سيدة كنيت بأم الدرداء الصغرى، وكان رجلا تقيا ورعا مشغولا بالعلم والقرآن، وكان قبل إسلامه تاجرًا،فلما أسلم لم يقو على الجمع بين التجارة والعبادة، فترك التجارة، ولزم العبادة.


وكان رسولنا الكريم آخى بين سلمان الفارسي وأبى الدرداء، فجاءه سلمان يزوره، فإذا أم الدرداء متبذلة-أى غير مهتمة بزينتها- فقال: ما شأنك؟ قالت: إن أخاك لا حاجة له فى الدنيا، يقوم الليل،ويصوم النهار. فجاء أبوالدرداء فرحب به وقرب إليه طعامًا. فقال له سلمان: كل قال: إنى صائم. قال: أقسمت عليك لتفطرن. فأكل معه ثم بات عنده. فلما كان من الليل، أراد أبوالدرداءأن يقوم فمنعه سلمان، وقال: إن لجسدك عليك حقًّا، ولربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا،صم وأفطر، وصل وائت أهلك، وأعط كل ذى حق حقه. فلما كان وجه الصبح، قال: قم الآن إن شئت، فقاما فتوضآ ثم ركعا ثم خرجا إلى الصلاة، فدنا أبوالدرداء ليخبر رسول الله بالذى أمره سلمان. فقال له: يا أبا الدرداء إن لجسدك عليك حقًّا، مثل ما قال لك سلمان.


حفظ أبو الدرداء القرآن الكريم، وعرضه على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو معدود فيمن جمع القرآن فى حياة النبي،وتوفى فى دمشق سنة 32 هـ، وهو زوج لامرأة واحدة.

وتزوج الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه من أخت عبدالرحمن بن عوف وهى هالة بنت عوف، ولم يتزوج عليها أو يطلقها على الرغم من أنها لم تنجب، ومات بلال فى الشام مرابطا فى سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق على الأغلب فى سنة عشرين للهجرة.

ولم يتزوّج أبوهريرة رضى الله عنه فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وكان منشغلا بالعلم. ولكن بعد وفاة النبي، تزوج بسرة بنت غزوان أخت الصحابي عتبة بن غزوان رضي الله عنه،حسبما نقل عن سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، والإصابة للحافظ ابن حجر العسقلاني.


ولم يتزوج الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه على زوجته زينب الثقفية رضي الله عنها حتى وفاته، والحقيقة أن ابن مسعود حظى بمكانة مهمة عند نبينا الكريم الذى أولاه ثقته، فقال يومًا: «لو كنت مؤمّرًا أحدًا عن غير مشورة، لأمرت عليهم ابن أم عبد».

 الباحث فى التاريخ الإسلامي يجد أن هناك صحابة آخرين لم يجمعوا بين أكثر من زوجة فى وقت واحد


وقد أثنى عدد من الصحابة على فقه عبدالله بن مسعود وعلمه بالفتيا، فقال على بن أبى طالب عنه: «عَلَمُ القرآن والسنة»، وأوصى معاذ بن جبل أصحابه فى مرض موته، فقال: «التمسوا العلم عند أربعة عند عويمر أبى الدرداء وعند سلمان الفارسى وعند عبدالله بن مسعود وعند عبدالله بن سلام»، وقد استُفتى أبوموسى الأشعرى يومًا فى شيء من الفرائض فغلط، وخالفها بن مسعود، فقال أبوموسى: «لا تسألونى عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم»، كما ذكر علقمة بن قيس النخعى أنه قدم الشام، فلقى أباالدرداء، فسأله فقال: «تسألونى وفيكم عبدالله بن مسعود؟».



لم يجمعوا بين زوجتين




والباحث فى التاريخ الإسلامي يجد أن هناك صحابة آخرين لم يجمعوا بين أكثر من زوجة فى وقت واحد،صحيح أنهم تزوجوا أكثر من واحدة ولكنهم لم يجمعوا بينهن، فعلى رضى الله عنه مثلا لم يتزوج إلا بعد موت فاطمة رضى الله عنها، وأيضا خلفاء بنى أمية وعلى رأسهم الوليد بن عبدالملك وعمر بن عبدالعزيز لم يعددوا، كذلك لم يعدد بعض الأئمة مثل أحمد بن حنبل الذىتزوج بعد وفاة زوجته.



وحدثأن تشاجر الخليفة العباسى مع امرأته لأنه كان يريد أن يتزوج عليها، فقال لها من ترتضينهليحكم بيننا، فلم ترتض إلا الإمام أبا حنيفة، ولما حضر أبوحنيفة، قال له الخليفة: أوليس من حقى أن أتزوج عليها كما أباح لى الشرع؟ فقال له الإمام: إنما أحل الله هذا الأمرلأهل العدل، حيث قال «وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة» فينبغى علينا أن نتأدب بأدب الله ونتعظ بمواعظه.


دعاة وفقهاء اكتفوا بزوجة واحدة



هذاإلى جانب أن بعض الدعاة والعلماء والفقهاء على مر العصور المتعاقبة لم يعددوا واكتفوابامرأة واحدة، فالشيخ الشعراوى لم يتزوج أكثر من واحدة، كما لم يرد فى سير غالبية مشايخ الأزهر ومفتى مصر بأنهم عددوا، فكان أولى بهؤلاء جميعا وهم الراسخون فى العلم أن يطبقواما أمر به الله أو ما أباحه الله لهم، ولكنهم كانوا على فهم بما أراده الله من التطبيق،فالشيخ عبدالمتعال الصعيدي، يقول إن الإسلام أعطى تعدد الزوجات حكم الإباحة، ليتصرفالمسلمون فيه فى كل زمان ومكان بحسب المصلحة، فيأخذوا به إذا اقتضت مصلحتهم، أو يكفوا عنه إذا اقتضت مصلحتهم أن يكفوا عنه. فيكون الأمر موكلا للحاكم حسب المصلحة الآنية للمجتمع.


التعدد وتحقيق شرط العدل 



ثم يأتى الإمام محمد عبده ليقدم طرحًا رائدا فى فتواه حول «تعدد الزوجات»، ويبيّن أسباب التحريمالدينية، والأضرار المجتمعية لتعدد الزوجات فيقول: وأما جواز إبطال عادة تعدد الزوجاتفمن عدة أوجه:

أولا:لأن شرط التعدد هو التحقق من العدل، وهذا الشرط مفقود حتمًا، فإن وجد فى واحد فى المليونفلا يصح أن يُتخذ قاعدة، ومتى غلب الفساد على النفوس، وصار من المرجح ألا يعدل الرجال فى زوجاتهم جاز للحاكم أن يمنع التعدد أو العالم أن يمنع التعدد مطلقًا مراعاة للأغلب.



ثانيا:قد غلب سوء معاملة الرجال لزوجاتهم عند التعدد، وحرمانهن من حقوقهن فى النفقة والراحة،ولهذا يجوز للحاكم وللقائم على الشرع أن يمنع التعدد دفعًا للفساد الغالب.



ثالثا:قد ظهر أن منشأ الفساد والعداوة بين الأولاد هو اختلاف أمهاتهم، فإن كل واحد منهم يتربىعلى بُغض الآخر وكراهيته، فلا يبلغ الأولاد أشدهم إلا وقد صار كل منهم من أشد الأعداءللآخر، ويستمر النزاع بينهم إلى أن يخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدى الظالمين، ويخلص منكل هذا إلى أنه يجوز للحاكم أو لصاحب الدين أن يمنع تعدد الزوجات والجوارى صيانة للبيوتعن الفساد.



ويذهب الشيخ محمد عبده إلى أبعد من ذلك فيقول: ويجوز الحجر على الأزواج عمومًا أن يتزوجوا غير واحدة، إلا لضرورة تثبت لدى القاضي، ولا مانع من ذلك فى الدين البتة، وإنما يمنع ذلك العادة فقط. ولا يعذر رجل تزوج أكثر من امرأة إلا فى حالة الضرورة المطلقة كــ(مرض يمنع تأدية الحقوق الزوجية، أو عقم) وفى غير هذه الأحوال: يكون «تعدد الزوجات»حيلة شرعية لقضاء شهوة بهيمية، وهو علامة تدل على فساد الأخلاق.

اقرأ أيضا:

يوم الجمعة يوم النفحات والفيوضات الربانية .. تعرف على خصائصه وفضائله

حكم التعدد


تقول دار الإفتاء المصرية إن تعدُّد الزوجات كان شائعًا بين العرب قبل الإسلام، وكذلك بين اليهود والفرس، والتاريخ يحدِّثنا عن الملوك والسلاطين بأنَّهم كانوا يبنون بيوتًا كبيرةً تسع أحيانًا أكثر من ألف شخص؛ لسكن نسائهم وجواريهم، وفي شريعة اليهود وفي قوانينهم -حتى الآن- يبيحون تعدد الزوجات، ولا يجرؤ أحد أن يهاجمهم في عقيدتهم ودينهم وشرعهم.


فمن باب تصحيح المفاهيم وإرساء الحقائق يجب علينا أن نعلم أن الإسلام جاء بالحد من تعدد الزوجات، ولم يأت بتعدد الزوجات كما يظن الآخرون؛ فعن سالم، عن أبيه، أن غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنه أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا» أخرجه أحمد في "مسنده"، وابن ماجه في "سننه"، فالحديث أمر بالحد من عدد الزوجات لمن كان يزيد على أربع، وفي المقابل لم يرِد ما يدل على أنه يجب على من تزوج واحدة أن يتزوج أخرى؛ وذلك لأن تعدد الزوجات ليس مقصودًا لذاته، وإنما يكون تزوج الرجل مرة أخرى لأسباب ومصالح عامة.


والغريب أن أمر تعدد النساء في حياة الرجل يجد قبولًا عند من يهاجمون الإسلام في تشريعه لإباحة تعدد الزوجات، حيث يقبلون بتعدد الخليلات والعشيقات، ويرفضون أن يعطوهن صفة الزوجة؛ إذن هم يرفضون التعدد في إطار النظام والدين والقانون، ويدْعون إلى تعدد في غير إطار، وهو التعدد الذي لا يكفل للمرأة أي حق، بل يستعبدها الرجل، ويقيم معها علاقة غير رسمية ويسلب زهرة حياتها، ثم يرمي بها خارج قلبه وحياته، وقد يتسبب لأسرته في أمراض جنسية خطيرة إلى جانب أطفال السفاح الذين لا يعترف بهم في أكثر الأحيان.


فزواج الرجل من امرأة أخرى حتى أربع نساء حكمه في الإسلام الإباحة إن كان قادرًا عليه، ولا يؤثر بالسلب والضرر البالغ على حياته الأخرى.


وأما تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾ [النساء: 3]، فقد قال الإمام الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن" (7/ 531): [اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك: فقال بعضهم: معنى ذلك: وإن خفتم، يا معشر أولياء اليتامى، أن لا تقسطوا في صداقهن فتعدلوا فيه، وتبلغوا بصداقهنَّ صدقات أمثالهنَّ، فلا تنكحوهن، ولكن انكحوا غيرَهن من الغرائب اللواتي أحلَّهن الله لكم وطيبهن، من واحدة إلى أربع، وإن خفتم أن تجوروا إذا نكحتم من الغرائب أكثر من واحدة فلا تعدلوا، فانكحوا منهن واحدة، أو ما ملكت أيمانكم] اهـ.


قال الإمام الطبري في "تفسيره" (7/ 534): [وقال آخرون: بل معنى ذلك النهي عن نكاح ما فوق الأربع، حِذارًا على أموال اليتامى أن يتلفها أولياؤهم، وذلك أن قريشًا كان الرجل منهم يتزوج العشر من النساء والأكثر والأقل، فإذا صار معدمًا مال على مال يتيمه الذي في حجره فأنفقه أو تزوج به، فنهوا عن ذلك، وقيل لهم: إن أنتم خفتم على أموال أيتامكم أن تنفقوها فلا تعدلوا فيها، من أجل حاجتكم إليها لما يلزمكم من مُؤن نسائكم فلا تجاوزوا فيما تنكحون من عدد النساء على أربعٍ، وإن خفتم أيضًا من الأربع أن لا تعدلوا في أموالهم، فاقتصروا على الواحدة، أو على ما ملكت أيمانكم] اهـ.


فمما سبق يتيبن أن الإسلام جاء ليحد من تعدد الزوجات بالطريقة التي كانت سائدة في هذا العصر عند العرب والفرس والروم، وأن الإسلام لم يوجب على المسلم الزواج من أربع، بل جعل ذلك على الإباحة، وهذا لا شك أفضل من تعدد العشيقات والخليلات، والذي ينتج منه أولاد الزنا، ويؤثر ذلك على المجتمعات بالأمراض الأخلاقية بل والجسدية.





الكلمات المفتاحية

تعدد الزوجات زوجة واحدة الصحابة السلف الصالح اليتامى فقه التعدد حكم التعدد تفسير أم المؤمنين عائشة لآية التعدد

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled كثيرون من الأزواج يتحدثون عن حقهم في تعدد الزوجات، بل ويقول بعضهم إن التعدد هو سنة، ويستدلون بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تزوجوا ثانية وثالثة ورابعة، والكثيرون تشدقوا بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من 9 نساء، لكنهم تجاهلوا أن النبى الكريم ظل زوجا لامرأة واحدة هى أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد لخمسة وعشرين عاما، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يسمح لأزواج بناته الأربع بالزواج عليهن حتى وفاتهن، وأن عددا كبيرًا من كبار فقهاء الصحابة والتابعين وكبار العلماء والدعاة اكتفوا بزوجة واحدة وعاشوا فى كنف أسرة سعيدة.