حفلت الشريعة الإسلامية بالكثير من الأدعية والتحصينات التي ينبغي على المسلم المحافظة عليه في كل وقت لا سيما وقت البلاء والنوازل.
وهذه الأدعية يلزم حضور القلبب عن الذكر بها وترديدها مع اليقين بلان الله سبحانه وتعالى هو من يرفع البلاء فهو وحده لا شريك له القدرة المطلقة عللى تغيير المور وتعديل الأحوال.
ومن هذه الأدعية والتحصينات ما يلي: ما ورد في صحيح مسلم عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه. أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؟ قال: فدعا الله له فشفاه.
ووكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.
أيضا دعاؤه صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. رواه مسلم.
وما ورد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا. رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
ولنعلم جميعا أن مواطن الابتلاء كثيرة، فهي لا تنحصر في الأمراض ونحوها من حالات الضراء، بل هناك أيضا فتنة السراء، وكما قد يبتلى العبد بالضراء ليختبر أيرضى أم يسخط، فإنه قد يبتلى بالسراء ليختبر أيشكر أم يكفر. قال تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً {الأنبياء:35}، وقال تعالى على لسان سليمان عليه السلام: هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ {النمل:40}، فليس بلازم أن يبتلى العبد بالضراء، وعليه فلا ينبغي التهوين من شأن الدعاء في رفع البلاء أيا كانت صورته مع الأخذ بالأسباب الظاهر التي تعالج هذه البلاء.