سيدنا أبو موسي الأشعري رضي الله عنه صحابي جليل ..هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب ينحدر من قبيلة الأشعريين القحطانية اليمانية وفد إلي مكة قبل الرسالة المحمدية وتحالف مع رموز بني أمية وأقام في مكة لفترة طويلة قبل نزول الرسالة حيث كان من السابقين الأولين لاعتناق الإسلام وإجابة دعوة سيد المرسلين .
بعد إسلام الصحابي الجليل رحل عن مكة، وهو قبيلته في اليمن، ثم خرج في بضعة وخمسين رجلا من قومه فيهم أخويه أبورهم وأبو بردة وأمه ظبية بنت وهب العكيّة -التي أسلمت وماتت بالمدينة -في سفينة،فجرفهم البحر إلى الحبشة، حيث كان جعفر بن أبي طالب وأصحابه مهاجرين في رحلة العودة من الحبشة ، فخرجوا جميعًا في سفينتين متوجهين إلى المدينة المنورة،
أصحاب السفينتين المباركتين فؤجئوا في رحلة العودة بالرسول صلي الله عليه وسلم متوجها لقيادة المسلمين في غزوة خيبر، فأسهم النبي محمد لهم فيمن حضر الفتح،وقال لهم: "لكم الهجرة مرتين. هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إليّ"، فكانت غزوة خيبر أول المشاهد التي شهدها أبو موسى الأشعري مع النبي محمد.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاالصحابي الجليل بعد مشاركته المظفرة في غزوة خيبر لبي نداء النبي وشارك في سرية أوطاس التي بعثها الرسول بعد غزوة حنين تحت قيادة عمه عامر الأشعري لقتال فلول هوازن بقيادة دريد بن الصمة، وبعد أخذ ورد لقي ابا عامر ربه شهيدا علي يد دريد فما كان من نجل أخيه الصحابي أبي موسي الإ أنتبع قاتل عمه وظفر به في النهاية .
استشهاد ابي عامر الأشعري وقتل ابو موسي لقاتله دفع الرسول صلي الله عليه وسلم للدعاء لهما بالغفران قائلا : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، ثم قال اللهم إجعلهما يوم القيامة فوق كثير من خلقك وتابع رسول الله كذلك قائلا : اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدخلاً كريمًا
آل الأشعري كانوا يحظون بتقديرخاص من الرسول صلي الله عليه وسلم حيث ثمن النبي أخلاقهم العالية وشهامتهم قائلا: إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ، ثم اقسموه بينهم بالسَّوية، فهم منِّي وأنا منهم في تعبير عن المكانة التي حازها قوم الصحابي الجليل أبو موسي الأشعري رضي الله عنه عند رسول الله.
اقرأ أيضا:
الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصةالصحابي الجليل كان يملك صوتًا عذبًا جميلًا حتى أنه كان أحسن الصحابة في تلاوة القرآن الكريم لدرجة أن الرسول مر عليه مع زوج من أزواجه فسمعوه وهو يتلو القرآن الكريم ، فأستمعا له وعندما أنتهى من القراءة أخبره الرسول صّلي الله عليه وسلم أنه توقف هو وزوجه ليستمعوا لتلاوته فقال وقتها الأشعري : لو أعلم مكانك لحبَّرْتُه لك تحبيرًا.
وليس أدل علي المكانة العالية التي كان يتمتع بها الصحابي الجليل لدي النبي أنه صلي الله عليه وسلم كان يسير في ليلة من الليالي ولكنه توقف مع خادمه بريدة على باب المسجد ، فوجد الصحابي الجليل أبو موسي الأشعري يصلي في خشوع فقال لخادمه بريدة : يا بريدة أتراه يرائي ؟، فقال بريدة : الله ورسوله أعلم ، فقال : بل هو مؤمن منيب ، لقد أعطى مزمارًا منمزامير آل داود ، فذهب بريدة ليراه عن قرب فوجده أبو موسى الأشعري وأخبر الرسول بذلك.
الرسول صلي الله وسلم وتقديرا منه لمكانة الصحابي الجليل أبو موسي الأشعري وسابقته وجهاده ولاه مع معاذ بن جبل على زبيد وعدن في اليمن إلي أن توفي الرسول وبعدها استكمل الصحابي الجليل مسيرته الجهادية حيث شارك في الفتوحات الإسلامية في الشام وشهد استشهاد ابو عبيدة في واقعة الطاعون، وخطبة عمر بن الخطاب بالجابية وبل كان له دور في الفتوحات الإسلامية في العراق .
وخلال الفتوحات الإسلامية للعراق وتحديدا في عام 17هجرية عزل عمر بن الخطاب المغيرة بن شعبة عن البصرة، وولى مكانه أبا موسى، وكتب إليه عمر بالمسير إلى الأهواز، فافتتحها عنوة، وقيل صُلحًا، وافتتح أصبهان سنة 23 هـ، كما شارك فيفتح تستر والرُها وسميساط وما حولهم.
وإبان خلافة عثمان قام الخليفة الراشد الثالث بعزل أبي موسى عن البصرة، وولّى مكانه عبد الله بن عامر بن كريز. فخرج أبو موسى من البصرة وما معه سوى 600 درهم عطاء عياله، وانتقل إلى الكوفة، وأقام بها حتى أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص، وطلبوا من عثمان أن يستعمل أبا موسى عليهم، فاستعمله.
الصحابي الجليل ظل واليا علي الكوفة حتي لقي عثمان ربه شهيدا وما لبث أن عزله علي بن أبي طالب عنها ولكن هذا العزل لم يمنع الصحابي الجليل من الاصطفاف إلي جانب سيدنا علي في الصراع مع معاوية الذي اختاره ليكون مُحكّمًا في جلسة التحكيم التي لجأ إليها الفريقان بعد وقعة صفين ولكنه وبعد استشهاد الخليفة الراشد الرابع بايع معاوية وعاد الي مكة قبل ان يقابل ربه عام 44هجري.
اقرأ أيضا:
ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟