أخبار

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

جامعية وأشعرأنني عاجزة وفاشلة ومستقبلي مظلم .. ماذا أفعل؟

الفقير أعلم باحتياجاته.. فلا تفتئت عليه واترك له الحرية في تحديد أولوياته

كيف تخرج من أزمة كورونا مغفورا لك؟

بقلم | محمد جمال | الاحد 05 ابريل 2020 - 07:30 م
يختلف حال المسلم عن غيره في التعامل مع الشدائد والأزمات؛ فالمسلم يرى في كل محنة منحة، ويمكنه استثمار الأزمات فيما يعود عليه بالخير في دينه ودنياه.
فالإيمان لا يكون بالكلام فقط، والشدائد خير دليل على إيمان العبد بالفعل لا بالادعاء، فمن ثبت على طريق الحق وتعامل مع الأزمة بحكمة لا يستغل فيها غيره ولم يقهرهم ولم يحوجهم للذلة والمهانة يكون قد ارتقى أولى درجات الإيمان في التعامل مع الأزمة.
ومن المعلوم أن الابتلاء الذي من صوره الشدائد والأزمات يبتلي به الله تعالى المسلم ليختبره ويمتحنه فإن هو صبر زاد إيمانه وبهذا يتميز الصادق من الكاذب، قال تعالى:" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" العنكبوت: 1: 2) فلا يكفي أن يقول الناس: آمنا. وهم لا يتركون لهذه الدعوى، حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم، كما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به، والله يعلم حقيقة القلوب قبل الابتلاء ولكن الابتلاء يكشف في عالم الواقع ما هو مكشوف لعلم الله.
إن أزمة فيرس كورونا الأخيرة التي أخرجت العالم كله عن صمته فراح يستبق الإجراءات ويتخذ الوقائيات وينشر في الوسائل إحصاءات جعلت الجميع على أهبة الاستعداد وحولت مجريات الأمور لا سيما في النواحي الاقتصادية، تحتاج  للتعامل الراشد مع الأزمة، ومن ثم مراعاة عدة أمور حتى تخرج من الأموة مغفورا لك:
القضاء والقدر:
أن نفهم جيدا معنى الإيمان بالقدر والتوكل، وان هذا الإيمان لا ينافي الأخذ بالأسباب، يقول رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» سنن ابن ماجه/ صحيح، كما أن التوكل على الله يعني الثقة في الله تعالى، وحسن الظن به سبحانه، والاعتماد عليه، مع الأخذ بالأسباب المتاحة المباحة، فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، لَقِيَ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ. قَالَ: بَلْ أَنْتُمُ الْمُتَّكِلُونَ، إِنَّمَا «الْمُتَوَكِّلُ الَّذِي يُلْقِي حَبَّهُ فِي الْأَرْضِ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ».
أيضا نستثمر الأزمات في نصرة الدين، ورفعة الوطن، لا العكس كما يفعل البعض، كما ينبغي العلم أن الشدائد تقتضي تجديد الإيمان والتوبة، قال تعالى: "فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام: 43)، وقال تعالى:" أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ".
الصبر:
ومن أساليب التعامل الراشد مع الأزمات أن نتحلى بأخلاق الإسلام فيها وأهمها الصبر واليقين: قال تعالى: " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ "(السجدة: 24) قال على- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ: " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا"، قَالَ: لَمَّا أَخَذُوا بِرَأْسِ الْأَمْرِ صَارُوا رُؤُوسًا. قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: بِالصَّبْرِ وَالْيَقِينِ تَنَالُ الْإِمَامَةَ فِي الدِّينِ، أيضًا إشاعة روح الأمل والتفاؤل وما يرفع المعنويات ويجبر الخواطر لا ما ييئس الناس ويقنطهم؛ فالإسلام لا يرضى هذا المسلك بل يحذر منه أشد.
الحفاظ على البناء الاجتماعي للوطن، من أدبيات المسلم ساعة الشدائد؛ فينبغي في ذلك الخضم من الفتن والمصائب ألا يفارقنا هدوؤنا، وسكينتنا، ومروآتنا؛ فذلك دأب المؤمن الحق، الذي لا تبطره النعمة، ولا تقنطه المصيبة، ولا يفقد صوابه عند النوازل، ولا يتعدى حدود الشرع في أي شأن من الشؤون، ومن هذه أيضًا لزوم الرفق، ومجانبة الغلظة والعنف: سواء في الدعوة، أو الرد، أو النقد، أو الإصلاح، أو المحاورة؛ فإن استعمال الرفق، ولين الخطاب ومجانبة العنف- يتألف النفوس الناشزة، ويدنيها من الرشد، ويرغبها في الإصغاء للحجة، أيضًا رأب الصدع والموازنة حتى لا نضخم الأمور لا نتهاون بها بل نضعها في نصابها الصحيح دون تهويل أو تهوين.
التضامن:
ومن أقضل ما يتحلى به المسلم في الأزمات والفتن والابتلاءات مما يعود على المجتمع كله التضامن والتكاتف والتكافل بالزكوات والصداقات والمساعدات، قال تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"(البقرة: 261)، وبهذا يشع الوجد والمحب بين الأفراد ويشعر الجميع أنهم فعلا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد.
الشائعات:
وما حذر منه الإسلام وقت الأزمات نشر الشائعات التي تضر ولا تنفع خاصة في ظل عصر السوشيال ميديا والسماوات المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فتناقل الأخبار دون تثبت آفة المجتمعات، فقد يكون بعضها إشاعة، أو كذبا، وقد يكون هناك كثير من المبالغة في الخبر وتضخيمه، وغالبًا ما يكون نقل الخبر بحاجة ماسة إلى الدقة في النقل، وضبط اللفظ، وفهم المراد.


الكلمات المفتاحية

كورونا الصبر القضاء والقدر التعاون

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يختلف حال المسلم عن غيره في التعامل مع الشدائد والأزمات؛ فالمسلم يرى في كل محنة منحة، ويمكنه استثمار الأزمات فيما يعود عليه بالخير في دينه ودنياه.