مركز الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية وضع روشتةشرعية لكيفية استغلال أوقات الفراغ التي وصفها بأنها من اعظم النعم التي من بهاالله علي عباده ولكن الإنسان يتغافل عنها ولا يدرك أهميتها
المركز أشار في تقريرله إلي أن أوقات الفراغ تمر بالإنسان ، فلا يدرك قيمة هذه النعمة، ولايحسن استغلالها؛ ولذلك اهتم الإسلام ببيان قيمة الوقت، والتذكير بهذه النعمة،والحث علىٰ حسن استغلالها.
بل أنه وبحسب المركز فقد أيقظت نصوصُ القرآن والسنة في المرء الإحساسب قيمة الزمن؛ فأقسم المولىٰ جل شأنه في أكثر من موضع بالوقت، وأجزاء من الزمن لينبه علىٰ أهميته وذكَّر القرآن مرارًا وتَكرارًا بقيمة الوقت، وتقلُّب الليل والنهار.
بل أن النبي كشف قيمة هذه النعمة، منبهًا إلي غفلة كثيرين عنها؛ فقال صلي الله عليه وسلم نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ" "صحيح البخاري:
فالإنسان بحسب روشتة المركز قد ينهمك في شئون حياته أوقات الضيق والشغل، فيتمنىٰ وقت الفراغ والسعة؛ لتسكن نفسه، ويرتاحَ بدنه، أو ليأنس بأهله ويؤنسهم، أو ليقضي شئونًا أخرىٰلم يتمكن منها وقت شغله، أو ليتزود في هذا الوقت من الأعمال الصالحة.
بل من توفيق الله تعالىٰ له أن يستغل هذا الفراغ إذا حصل، وأن يصنع فيه ما كان يرجو، ويبذل جهده في اغتنامه واستغلاله أحسن استغلال؛مقتديًا في ذلك بالنبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين رضي الله عنهم، والناجحين الذين يستثمرون أوقات فراغهم؛
إمام أهل السنة والجماعة الحسن البصري رحمه الله شدد علي أهمية الوقت قائلا : "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك!).
فينبغي علىٰ الإنسان أن يستغل أوقات فراغه فيما يعودعليه بالنفع في دينه ونياه وأخراه؛ قال رسول الله: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هَرَمك، وصحتك قبل سَقَمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»[الحاكم في المستدرك].
وكانت دار الافتاء المصرية قد حددت قائمة من الاعمال الواجب علي الانسان القيام بها في وقت فراغه وعمله لرفع البلاء عن أمة المسلمين في زمن كورونا
حيث اكدت أن البلاء والشدة والأمراض والكوارث هي من قَدَرِ الله عزَّ وَجَلَّ ، وقد شرع لنا سبحانه كيف نخرج منها بقَدَرِ الله أيضًا. قال تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍمِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ".
وبحسب الدار فقد قال سبحانه وتعالي أيضا : (وَإِنتُ صِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ) .وقال الرسول : " تَدَاوَوْا عبادَالله ، فإنَّ اللهَ عز وجل لم يُنزِل داءً إلا أنزل معه شفاءُ ".
الدار تابعت خلال صفحتها الرسمية علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك ": بعد الأخذ بالأسباب وصدق التوكل على الله تعالى ،يُعَدُّ باب الصدقات والتبرعات من أفضل الأعمال التي تكون سببًا في رفع البلاء وفيحَلِّ الأزمات وتخفيف آثار الكوارث والأمراض المتفشية ،
ومضت الدار للقول :الصدقة تكون أعظم إذا كانت لذوي الحاجة من الفقراء والمساكين ، خاصةً المتضررين من هذه الكوارث والأمراض ، مما يساعدهم في سَدِّ حاجتهم الغذائية والدوائية والمعيشية عمومًا ، فكل هذا يساعدهم ويساعد كل الناس والمجتمع على تجاوز المحنة مهما كانت ، وفي ذلك يقول تعالى :(فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ . وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ . فَكُّرَقَبَةٍ . أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ . يَتِيمٗا ذَا مَقۡرَبَةٍ .أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ . ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْوَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ . أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ)
ومعني "في يوم ذي مسغبة" : أي فيه جوع وحاجة شديدة ويقاس عليه شدة الحاجة للعلاج أوالإيواء . ومعنى "مسكينًا ذا متربة) : أي زادت حاجته ومسكنته حتى التصق بالتراب من المعاناة .
ومن ثم فعلي المسلم استغلال وقت فراغه خصوصا في ظل الجائحة التي يعاني منها العالم حاليا في الدعاء الي الله والتضرع إليه لرفع البلاء والإكثار من الصدقة باعتباره من أعظم القربات الي الله في هذه الأيام شديدةالصعوبة والتي نحتاج فيها لرحمة الله لرفع البلاء