جميعنا لاشك حزين من إغلاق المساجد، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، والذي تسبب في وفاة الآلاف حول العالم، وهو أمر صدم حتى الذين لم يكونوا حريصين على أداء الصلوات بالمسجد.
ويبقى السؤاال: هل انقطع الوصل والأنس بالله بإغلاق هذه المساجد؟.. بالتأكيد لا.. لأن الأنس بالله موصول في كل الأحوال ولكن علينا أن نتعلم كيف يتم ذلك.. فيا كل من يشتاق إلى الأنس بالله، ويؤلمه إغلاق المساجد: افتح طرق الوصول بالسعي على الأرملة والمسكين وذوي الحاجات. واسوا الفقراء، وصلوا الأرحام بالمال والطعام، وارزقوا الناس من رزق الله الذي آتاكم.
قال الله: «وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ».

اقرأ أيضا:

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

فضل السعي على الأرملة

لو علم ابن آدم فضل السعي على الأرملة والمسكين، ما توقف لحظة عن البحث عن أي امرأة أرملة كي يعينها على نوائب الدهر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله» وأحسبه قال: «كالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر».
ويروى أن الفاروق عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزًا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل ، فيستقي لها ويقوم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت، فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها، فرصده عمر، فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة ، فقال عمر قولته الشهيرة : « أنت هو لعمري».

النبي والأرامل

السيرة النبوية المطهرة مليئة بالعديد من السير التي تؤكد عظمة هذا الدين، وعظمة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، في معاملته للمسكين والأرملة.
فعلى كل مسلم أن يزور الأرامل والمساكين، ويساعدهم في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم أجمع، إذ لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنكف أو يأنف أبدًا من الذهاب مع الأرملة ليَقضي لها حاجتها.
عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضي لهما حاجتهما».. كما أخبر صلى الله عليه وسلم عن عظيم أجر تلك المرأة التي تصاب بفقد زوجها، فتقعد على تربية أيتامها ورعايتهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا أول من يفتح له باب الجنة، إلا أنه تأتي امرأة تبادرني، فأقول لها: ما لك؟ وما أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي».