أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

كيف واجه الإسلام الشدائد والمخاوف ؟.. الدكتور الفنجري يرسم خارطة الطريق

بقلم | علي الكومي | الخميس 09 ابريل 2020 - 11:00 م

قدم مركز الأزهر العالمي للفتوي الاليكترونية  عرضا لكتاب "كيف نواجه الشدائد والمخاوف في ضوءالكتاب والسنة" ضمن في إطار مشروعه التثقيفي "حكايةالكتاب والسنة ".للدكتورمحمد شوقي الفنجري عضو مجمع البحوث الاسلامية السابق 

واسعرض المركز السيرة الذاتية للدكتور الفنجري حيث وُلِدكاتبنا الدُّكتور مُحمَّد شوقي الفنجري عام 1926م في محافظة الشرقية، ونشأ وتربي في قرية تابعة لمركز «بنها» أحد مراكز محافظة القليوبية وأتمَّ حفْظ القرآن الكريم بكُتَّاب قريته في صغره بتشجيعٍ من والدته التي كان لها فضل كبير في تفوُّقه.

.من هو الدكتور محمد شوقي الفنجري ؟

والتحق الفنجري بعدها  بمدرسة الخديو إسماعيل بالقاهرة، وحصل منها على التَّوجيهيَّة، وكان واحدًا من العشرة الأوئل على الجمهورية وفي عام 1944م التحق بكلية الحُقوق جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1948م، ثم حصل منها على دبلوم الدِّراسات العُليا في الاقتصاد الإسلامي، ثم دبلوم الدِّراسات العُليا في الشريعةالإسلامية.

.

بل  شارك الفنجري بحسب مركز اللازهر العالمي للفتوي  الشَّعبَ المصري كفاحَه ضد الاحتلال البريطاني آنذاك وأُصيب أصابةً بالغةً تسببت في ملازمته الكرسي المُتحرك بقية حياته؛ فكان من أصحاب الهمم والقُدارات الخاصَّة وعمل الفنجري بعد تخرجه في هيئة قضايا الدَّولة؛وتدرَّج في وظائفها حتى وصل إلى وكيل مجلس الدَّولة.

وفي عام 1963م سافر إلى فرنسا؛ وحصل منها على دبلوم الدِّراسات العُليا في العلوم السّياسيّة، ثم دكتوراه الدَّولة عام 1966م، وقدأحدثت رسالته للدكتوراه صدىً واسعًا على المستوى الأوربي؛ حتى إنَّ المُستشرق الفرنسي «تشارلز ريموند» صرَّح بأنَّ الدُّكتور الفنجري قد صحَّح لديه من خلال هذه الرِّسالة الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام.

كما أُعير الفنجري للعمل أستاذًا للاقتصاد الإسلامي في العديد من الدُّول الإسلامية كالجزائر، وليبيا، والسُّودان، والمملكة العربيةالسُّعوديَّة

وكان من أوائل من درَّس الاقتصاد الإسلامي في كليةالتِّجارة جامعة الأزهر عام 1967م كما شغل عددًا من المراكز العلمية، من أهمها:عضويته لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشَّريف، وكذا المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما عمل مُستشارًا لوزيري الأوقاف والتربية والتعليم في وقته.

. وكانت له مُؤلفات علمية كثيرة، أغلبها عن الاقتصاد؛ سيمافلسفات الإقتصاد الإسلامي، منها: مدخل إلى الاقتصاد الإسلامي، الإسلام والمشاكل الاقتصادية، الإسلام والتأمين، الزكاة بلغة العصر، المذهب الاقتصادي في الإسلام،الإسلام وعدالة التوزيع، الوسطية في الاقتصاد الإسلامي، الفكر الاقتصادي لدى الإمام محمد عبده، جدليّة الإسلام، الإسلام والتوازن الاقتصادي بين الأفرادوالدولة، وغير ذلك.

ومع بلوغه سنّ التّقاعد اشتغل المُستشار الدُّكتور الفنجري بالعمل الخيري، ووهبه جلّ ماله ووقته وبعد رحلة حافلة بالعطاء، والبحث العلمي تُوفِّي هذا المفكِّر الكبير في الثَّامن من يوليو عام 2010م، 

أسلوب الكتاب ومنهجه

كتاب كيف نواجه الشدائد والمخاوف للدكتور الفنجري كانت له  عديد من المميزات منها  سهولة لغته، وبيان منطقة، ووضوح فكرته، واتساق منهجه، وهي أمور تجعل القارئ لا يتكلف جهدًا؛ ليصل إلى مقصود الكاتب.

وكذلك كان الشَّرح البديع لآيات القرآن الكريم من المُميزات ؛ فعندما تكلم المؤلف مثلًا عن حتمية وقوع الفرج؛ صدَّر طرح فكرته بقول الحق سبحانه: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}[سورة الشرح: 5، 6]، ثم قال مُعقبًا وشارحًا: هذا إشعار بسرعة مجئ اليُسر، وهذه معيَّة امتزاج لا معيَّة مقاربة ولا تعاقب.

وقال الدكتور الفنجري كما جاء في هذا السفر القيم إنَّ تجاوز الأزمات مهارةٌ، ووَعيَ دروسِ المِحن توفيقٌ، لا يصل إليه إلَّا من نظرللشِّدة بعين بصيرته، ورأى المِنَّة في محنته، وأخذ بأسباب نجاته، ثمَّ لم يرجعب عد انجلائها إلى سابق عهده دون فوائد أو عِظات لذا احتوى عُنوان الكاتب على مواجهةِ الشَّدائد، وصدِّها، ووَصَفَ الكتابُ السَّبيلَ إلى ذلك مُستهديًا بنور الوحي الشَّريف قرانًا وسنَّة

بين الابتلاء والامتحان 

وتطَرَق الكتابُ للعديدَ من المعاني الإيمانية المُتعلقةباليقين والإيمان، والابتلاء والامتحان، والقضاء والقدر، والخير والشَّر، ووَصَفَردَّات فعل العِباد إذا أظلتهم الأزمات، وحدَّد تعاملهم الأمثل حين وقوع البلاءات حيثبيَّن المُؤلف في كتابه أنَّ وجود الشَّدائد سُنَّة حياتيَّة حتميَّة، لم يخلُ عنها زمان، ولم يسلم منها إنسان؛ بيد أنها تكون بالخير تارة، وبالشَّرِّ أخرى،بالعطاء أوقاتًا، وبالحرمان أخرى، قال سُبحانه: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّوَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [سورة الأنبياء:الاية 35.

.

وأشار الدكتور الفنجري كذلك إلي أن أنَّ سُنَّة الله سُبحانه في الابتلاء أن جعله اختبارًا وتمحيصًا؛ ليرى صدق إيمان المؤمنين وصبرهم وشكرهم، وليظهر السّاخط عند البلاء، الجاحد عند النّعماء؛ كي يتفاضل النّاس ويتمايزوا، ثمَّ يُوفَّى كلٌّ جزاءَه في دنياه وأخراه؛ قال سُبحانه:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [سورة محمد: 31].

ثمَّ بيَّن كتاب كيف نواجه الشدائد للدكتور الفنجري  أنَّ النَّاس في مُواجهة الشَّدائد صنفان الأول:صابرٌ مثابٌ، وأهل هذا الصّنف هم أصحاب العقيدة الرَّاسخة، والإيمان الخالص ممَّن عناهم الله تعالى بقوله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}"سورة البقرة: 156، "157:

أماالصِّنف الثَّاني كما يري الفنجري : ساخطٌ ملامٌ،وأهله هم ضِعاف العقيدة، قليلو الإيمان ممن عناهم الله تعالى بقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّبِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَاوَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [سورة الحج: 11]

مواجهة الشدائد ودروس مستفادة 

كتاب الدكتور  العديد من المعاني  والأسباب المحورية في مواجهة الشدائد  التي نُجملُها في النِّقاط الآتية

الأخذ بالأسباب الماديَّة والرُّوحية أهمّ أدوات مُواجهةالبلاء.

منهج الإسلام في التَّعامل مع الشَّدائد والمخاوف منهج وسط؛بعيد عن اليأس والتَّواكل، خالٍ من الإفراط والتَّفريط.

واجه الإسلام الشَّدائد بالإعداد النَّفسي لموجهتها، وتصويب المفاهيم الخاطئة حيالها، وبيان حقيقتها وطبيعة النَّفس البشريَّة إزاءها،ومُعالجة هذه الطَّبيعة بما يقي المُسلم شرَّ البلاء، وبما يجعله مُقبلًا على الحياة، راضيًا عن الله، مُستبشرًا بالفرج القريب، دون أن تحبطه المصائب أو تنغصه الشَّدائد.

لا يخلو ابتلاء من دروس وعِظات؛ فالابتلاء يضع الإنسانَ أمام العديدمن حقائق الحياة والنَّاس، ويرى به حقيقة نفسه، ومواطن ضعفها فيقويِّها، ومواطن قوَّته فينميِّها، ويذكره بنعم الله عليه؛ ليستنطقه بالحمد.

البلاء يرفع المؤمن درجات، ويكفر عنه الخطايا والسَّيِّئات.

الأجر على البلاء يكون بأربعة أمور: بالرضا والتَّسليم،والصَّبر والاحتساب.

سُنَّة الله سُبحانه في ابتلاء عباده أن يكون البلاء على قدْراحتمالهم وطاقتهم؛ فالله سبحانه {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[سوة البقرة: 286].

أكثر ما يخافه النَّاس من أنواع البلاء ثلاثة: (الموت، والجوع،والمرض) وكلها بيد الله، وليس للإنسان فيها حيلة إلَّا الكسب من تداوٍ عند المرض،وسعي في طلب الرزق عند الجُوع، واستعداد في كل الأوقات لاستقبال الموت.

مشاكل العالم وطغيان المادة 

وخَلَص الكاتب إلى أنَّ مُشكلات العالم؛ بل مشكلات الحياةالدنيا وأزماتها ومآسيها المستمرة والمتلاحقة ترجع إلى سبب رئيس هو طغيان المادة،ورغبة بعض الأفراد وبعض الدول في السيطرة والتحكم والاستئثار بخيرات المجتمعوالعالم دون وازعٍ، أو ضمير؛ لافتًا النَّظر إلى أنَّ الإيمان وحده هو الذييُحرِّر الإنسان من أسر الخوف والقلق.

ثمَّوجِّه المؤلف في ختام دراسته إلى فضيلة الإنفاق في سبيل الله، ومساعدة الآخرين حين نزول البلاء، ومدّ يد العون لهم؛ لِمَا للإنفاق والمساعدة والتَّراحم من فضائل؛ إذهي حصن الإنسان من مختلف الشَّدائد، وبها يُنال رضا الله سبحانه، ويُدفع الضُّر،وتنقضي حاجات الدُّنيا والآخرة، فهي الاستثمار الأمثل للفرد والمجتمع دُنيويًّاوأُخرويًّا

الكلمات المفتاحية

الدكتور شوقي الفنجري الاسلام وكيف واجه الشدائد والمخاوف كتاب مركز الازهر ابتلاءات ومحن رواد اعلام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الدكتور محمد شوفي الفنجري عضو مجمع البحوث الاسلامية السابق حدد معالم مواحهة الشدائد والمخاوف في اطار الكتاب والسنة في سفرقيم حدد للامة سبل المواجهه