عزيزي المسلم.. في هذه الأوقات العصيبة، التي يواجه فيها العالم أجمع خطر تفشي فيروس كورونا المميت (كوفيد 19)، يزداد الخوف والقلق بين الناس، ما يساهم على انتشار الفيروس بشكل لا مثيل له، لأن الوهم والقلق من أكثر العوامل المساعدة لانتشار الأمراض والخضوع والخنوع.
اقرأ أيضا:
لسخط الله تعالى علامات.. تعرف عليهايقول الفيلسوف ابن سينا: «الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء والصبر أولى خطوات الشفاء».. إذن لنتعلم من أهل العلم والحكمة، لأن مواجهة مثل هذا المرض لا يحتاج منا إلا إلى صبر وحكمة.
كيف المواجهة؟
لكن بينما نحن كذلك، هناك من يسأل وهو خائفًا، كيف تكون المواجهة إذن؟.. وأفضل مواجهة على الإطلاق لأي شيء وليس مواجهة المرض فقط أن تكون في حفظ الله ومعيته.
فمن عمد إلى حفظ الله لا يمكن إلا أن يحفظه الله عز وجل.. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فقال: «يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لم اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف».
علاج الوهم
أحد الحكماء يقول: من لم يمت بحدث ما، مات من انتظاره، أي أن الخوف والقلق أكبر أسباب الموت، ربما من أي حادث آخر، إذن لا داعي للوهم والعيش فيه ليل نهار، واليقين في أن الله سيرفع الغمة مهما تكابدت علينا المتاعب وتكاثرت، والعمل بأن الله يغير ما بنا طالما سعينا نحن للتغيير.. قال تعالى يوضح ذلك: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ » (الرعد: 11).
أيضًا الثقة في الله هي أهم طرق الخروج من أي مأزق. عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه فيلقى الرجل وله إليه حاجة فيقول له: أنت كيت وكيت!-يثني عليه-؛ لعله أن يقضي من حاجته شيئاً فيسخط الله عليه، فيرجع وما معه من دينه شيء».
وهو ما أكده المولى عز وجل في قوله تعالى: «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً » (الطلاق: 2-3).