أنا فتاة عزباء عمري ٢٩ سنة، امتلك الجمال، ومحبة الناس، ووظيفة ممتازة، وحياة مقبولة، والحمد لله.
أصلي، وأصوم، واقرأ القرآن، وأمي راضية عني، ولكني أنا غير راضية عن نفسي ولا أدري ماذا أفعل.
لقد تعلق قلبي وعقلي بمتابعة الأخبار الخاصة بفرقة كورية إسمها EXO واستمع لأغانيهم ولي على هذا الحال منذ سنة ٢٠١٦،
حاولت بكل الطرق أن ابتعد عن السوشيال ميديا واتركهم، ولكن دون فائدة.
يرجى مساعدتي فقد سئمت من حالي وخفت على نفسي من غضب ربي، وأنا اعرف أنه غير راضٍ عني ومازلت أعصيه.
لقد تعلقت بهم بعد فشل ارتباط عدة مرات، الذي بسببه أصابني نقص مناعة وكنت أراجع الأطباء حتى عرفتهم، وأصبحوا اشبه بعائلتي الثانية التي أريد معرفة كل شيء عنهم في جميع الأوقات.
أنا قليلة الثقة في الرجال من يتقدمون لي، ولم أعد أرضى بأحد حتى مرت السنين، ولم يعد يأتي أحد بسبب عمري.
أغلب الناس يتعجبون، كيف امتلك الجمال والذكاء والخبرة ولم يأتي نصيبي بعد، ولكن الطامة الكبرى بأني أرى هذه الفرقة تكفيني، وهي تملأ حياتي ولا أحتاج للزواج.
أريد التخلص من حالتي، ولكن قلبي وعقلي لا يساعداني، حتى أنني أصبحت اقنع نفسي بأنه ليس هناك معصية بمتابعتي لهم، ما الحل؟أرجو عدم ذكر الاسم- الامارات
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي..
عمرك29 عامًا وتعتبرين نفسك بلا خطاب ولا رغبة لأحد في التقدم للزواج منك لأنك "كبرت" في السن؟!
اندهشت بشدة لوصفك هذا يا عزيزتي الشابة، الجميلة، المرموقة الوظيفة، والذكية، كما وصفت نفسك، وانزعجت لمدى تأثرك بكلام الناس وأحكامهم وتعبيراتهم وتعجبهم، فمن السيء أن نتبع أنماط المجتمع ونتبع أحكامه ونظرته.
ما أراه لديك هو مزيج من أخطاء في التفكير أنتجت "لخبطة" في المشاعر، والسلوك.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟ اقرأ أيضا:
أقاربي لا يحبون "خلفة البنات" وكل أطفالي "بنات".. ماذا أفعل؟لقد تعرضت لصدمة عاطفية، ثم صدمة مرض فاختل توازن التفكير لديك وهذا طبيعي، وفي ظل عدم وجود دعم نفسي فذلك كله متوقع ولا عجب.
هذه الفرقة الكورية المكونة من مجموعة من الشباب الذكي في مجاله، من عرف كيف يستقطب جمهورًا ليس قليلًا من العرب، هم مجموعة من الشباب البشوش، ظرفاء، يعرفون كيف يسوقون لأنفسهم، سواء بالرقص الرشيق، أو الأغنيات المنعشة، وصولًا لغنائهم باللغة العربية وتقليدهم لأشهر المغنيين العرب، ولا ضير فنحن في عصر العولمة، وعالم هو قرية واحدة، وأنت ابنة عصرك، جذبك كل ذلك لدى هذا الفريق من المغنيين الكوريين الشباب.
الفكرة يا عزيزتي هي حل الإشكال، ومكاشفة نفسك حول تعلقك بفرقة ربما تمثل لك صورة ذهنية عمن تودين الارتباط به من الشباب، فهل هو كذلك، هل يشبه فتي أحلامك هؤلاء، وبالتالي اكتفيت بهم في واقعك بديلًا عمن هو في خيالك ولا يأتي؟!
تعلقك بهؤلاء هو نوع من الادمان الذي يقع بعد الصدمات، وأنت تعثرت في هؤلاء، وغيرك من الممكن أن يتعثر في ادمان اباحيات، تدخين، علاقات محرمة، إدمان طعام، إلخ.
إن علاقتك بالله يا عزيزتي ليست متوقفة على إقلاعك عن متابعة هؤلاء أم الاستمرار، لا تربطي علاقتك بربك وهو أقرب إليك من حبل الوريد بأحد أو شيء.
الخلل الموجود لديك في العلاقات سببه أنك لم تتعافي من صدمتك العاطفية، ورحت تداوين صدمة المرض التي تكومت فوق الصدمة العاطفية بما وجدته أمامك وغذى جزءًا في اللاوعي لديك، وبشكل إدماني، لذلك فالاقلاع لن يكون سهلًا، لكنه ممكن ووفق خطة علاجية.
إيجاد البدائل الترفيهية مهم، فهم علاقتك بنفسك مهم، فهم علاقتك بالله مهم، فهم الرجل وعدم اطلاق أحكام عامة تجعلك لا تثقين بالرجال بالكلية مهم حتى يمكنك تصور علاقة سوية معه، فهم علاقتك بهذه الفرقة أنه علاقة ادمانية، وهذا النوع يقع لنا بعد الصدمات مهم، ايجاد دعم نفسي لك مهم حتى تتعافين مما حدث لك، وتبدأين في التفكير بشكل صحي وسليم، وعندها ستتحسن جميع العلاقات في حياتك، فلا تترددي في طلب المساعدة النفسية من متخصص، ولا تتأخري أكثر من ذلك، ودمت بخير.