لم يتصور أحد أن الإنسان الذي ملأ الدنيا بضجيجه ووسائله التي يعيش بها ويتنقل من خلالها، يختفي من الحياة البرية، ليحتل مكانه الحيوانات، في خضم جائحة مميتة تجتاح العالم، فرضت غالبية الدول إجراءات احترازية تنص على بقاء المواطنين في منازلهم، للحد من انتشارها، وهي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" التي أودت بحياة مائتي ألف إنسان وأصابت أكثر من مليونين آخرين.

 بدت الشوارع خالية من بني البشر، وسيطر عليها الحيوانات، التي باتت تتجول شوارع أعتى مدن العالم من حيث الحضارة الإنسانية، في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرهامن دول أوروبا ، دون أي اعتراض بشري قد يثير مخاوفها أو يدفعها للهروب.

 نشرت شبكة "سي إن إن "الأمريكية، صورا في جزيرة كورسيكا الفرنسية المطلة على البحر المتوسط، لانتشار الحيوانات البرية المفترسة، حتى انتشرت اللافتات المكتوب عليها "انتباه، حيوانات برية، خطر، ابتعد"، بالقرب من الأبقار على شاطئ "Mare e Sol"، في بلدية "كوتي شيافاري".

وفي شمال مدينة ويلز البريطانية عادة ما تعج الشوارع بالسيارات، ولكنها لم تكن كذلك في بلدة "لانديدنو" الساحلية السياحية في شمال ويلز، بالمملكة المتحدة، إذ احتلت الشوارع مجموعة من المواعز الجبلية، وسط تفشي فيروس كورونا المستجد.

وبالطبع لم تخلو مدن في دول عربية من هذا المشهد، حتى أن مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، شوهد طاووس يمشي على طول الشارع وحده.

وفي الهند، يسير قطيع من الأبقار وأسراب من القرود على طريق مهجور، حيث لا تزال الهند تحت الإغلاق التام بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وشوهدت أيضاَ بطتين تتجولان في أحد شوارع مدينة باريس الفرنسية، في اليوم الـ29 من الإغلاق التام بالبلاد، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

ومن الماعز في ويلز، إلى الخنازير البرية في إيطاليا، يبدو أن الحيوانات تتكيف بشكل جيد مع الحياة بدون وجود البشر أثناء تفشّي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19". ويمكننا رؤية ذلك أيضاً خلال هذه الصور للأسود المسترخية في "حديقة كروجر الوطنية" في جنوب أفريقيا.

 اظهار أخبار متعلقة

وتُظهر الصور عددا من الأسود وهي تتمدد مسترخياً على طريق خال، ويبدو أنها لا تبدو منزعجة من وجود المصور، وهو حارس في الحديقة يُدعى ريتشارد سوري.

وخلال تغريدة، قالت الحديقة إن الأسود كانت تستلقي على الطريق خارج مخيم "Orpen Rest Camp" في فترة الظهيرة.

و قال المتحدث باسم الحديقة، إسحاق فاهلا: "الاستلقاء على الطريق خلال النهار أمر غير عادي، لأنه خلال الظروف العادية، يوجد هناك حركة مرور تدفع بهم إلى الأدغال".

 وفي لبنان حطت أسراب البجع واللقالق وطيور البلشون على سواحل بيروت المطلة على البحر الأبيض المتوسط لتعاكس النوارس المقيمة هناك. هذه الأسراب تطير وتحط بحرية لأنّ الشواطئ خالية كما شوارع بيروت الخالية، وقد تطول محطات وقوفها في لبنان.

وجدت الطيور المهاجرة في سواحل البلد المطل على البحر المتوسط هدوءً لم تعهده وشوارع خلت من سكانها مع بقاء اللبنانيين في منازلهم بسبب فيروس كورونا المستجد.

أسراب البجع الأبيض واللقالق التي تحلق فوق كورنيش بيروت إلى طيور البلشون الصغيرة التي تعشش في الأحياء المأهولة، أثارت اهتمام رواد وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان ونبهتهم إلى جمال مشاهد الطيور الزائرة الذي يتمتع به عادة عشاق هواية مراقبة الطيور في المناطق النائية.

ويعتبر لبنان من أهم مسارات الهجرة في العالم للطيور المهاجرة التي تشد الرحال من أفريقيا إلى أوروبا وآسيا. ويشارك في هذه الرحلة مئات الملايين من الطيور في كل ربيع، وتتوقف بعضها لساعات وأخرى لأسابيع في لبنان حتى تصبح ظروف الرياح ودرجات الحرارة مواتية بالنسبة لها للمضي قدماً في رحلاتها المتطاولة التي تصل إلى آلاف الكيلومترات.

أما في مصر، فقد انتشرت الحيوانات الضالة من الكلاب والقطط في الشوارع بشكل غريب، فضلاعن انتشار القوارض مثل الفئران، نتيجة اختفاء البشر من الشوارع وتزحزحهم إلى الحارات والأزقة.

كما أنه ومع غلق الشواطئ في بداية موسم الربيع في وجه المصريين، عادت مياه البحر المتوسط إلىطبيعتها وجمالها القديم، حيث تداول عدد من نشطاء مواقع التةواصل الاجتماعي صورا لشواطئ الإسكندرية في أبهى صور لمياهها، حيث لم ير المصريون مياه شواطئ الإسكندرية بهذه الصفاء منذ زمن بعيد، بعد أن سيطر الإنسان على مياه البحر لفترات كبيرة.

وأغلقت جميع شواطئ الإسكندرية، الأسبوع الماضي، والبالغ عددها 61 شاطئا، فضلا عن إغلاق المتنزهات والحدائق العامة أبرزها "المعمورة، المنتزه، الحيوان، النزهة، أنطونيادس، الشلالات، قلعة قايتباي".

اقرأ أيضا:

اقرأ أيضا: