كان الناس يقولون: "سيف ولا سيف عمرو"، نسبة إلى فارس العرب المشهور عمرو بن معد يكرب.
وقد اشتهر عمرو واشتهر سيفه " الصمصامة" ، والذي ظل العظماء يتوارثونه بمبالغ طائلة، حتى وصل إلى الخليفة العباسي الواثق بالله.
فارس العرب كان له شان آخر، حينما واجه الإمام علي والصحابي خالد بن سعيد بن العاص.
وتفاصيل القصة أن صلى الله عليه وسلم بعث عليا بن أبي طالب وخالدا بن سعيد بن العاص- رضي الله عنهما- إلى اليمن.
وقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا اجتمعتما فعلي الأمير وإن افترقتما فكل واحد منكما أمير"، فاجتمعا.
وبلغ عمرو بن معد يكرب، فابتدره علي مكانهما، فأقبل على جماعة من قومه.
اقرأ أيضا:
خباب بن الأرت سادس من أسلموا.. هكذا صبر ولم يعط الكفار ما سألوافلما دنا منهما قال: دعوني حتى آتي هؤلاء القوم فإني لم أسم لأحد قط إلا هابني.
فلما دنا منهما نادى: أنا أبو ثور وأنا عمرو بن معد يكرب، فابتدره علي وخالد وكلاهما يقول لصاحبه: خلني وإياه ويفديه بأمه وأبيه.
فقال عمرو بن معد يكرب، إذ سمع قولهما: العرب تفزع بي وأراني لهؤلاء طعاما، فانصرف عنهما.
وكان عمرو فارس العرب مشهورا بالشجاعة وكان شاعرا محسنا مجيدا .
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن وقال له: «إن مررت بقرية فلم تسمع أذانا فاسبهم».
فمرّ ببني زبيد فلم يسمع أذانا فسباهم، فأتاه عمرو بن معد يكرب فكلمه فيهم فوهبهم له، فوهب له عمرو سيفه الصمصامة فتسلمه خالد ومدح عمرو خالدا في أبيات له.
ومن عجيب ما حدث في السرايا أيضا ما وقع في سرية جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " ألا تريحني من ذي الخلصة؟" وكان بيتا لخثعم وبجيلة فيه نُصُب للتعبد، تسمى الكعبة اليمانية.
قال جرير: فنفرت في مائة وخمسين راكبا من أحمس وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: «اللهم ثبته على الخيل واجعله هاديا مهديا» .
قال: فأتيناه فكسرناه وحرّقناه وقتلنا من وجدنا عنده.
وبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يبشره، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثك بالحق ، ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب.
قال: «فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات بالبركة».
قال جرير: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لنا ولأحمس، فما وقعت بعد عن فرس أبدا.
اقرأ أيضا:
من عجائب المروءة.. "عمرو بن العاص" يستقبل أهل مصر على دابة هزيلة