وقعت للصحابة رضي الله عنهم العظيم من الكرامات، وذلك كدليل من دلائل النبوة الباهرة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث أبا أمامة الباهلي - رضي الله عنه- إلى قومه، فوقعت له كرامة عظيمة.
يقول أبو أمامة رضي الله تعالى عنه: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي أدعوهم إلى الله عز وجل وأعرض عليهم شرائع الإسلام. فأتيتهم وقد سقوا إبلهم وجلبوها وشربوا.
فلما رأوني قالوا: مرحبا بابن عجلان، وأكرموني وقالوا: بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل.
فقلت: لا ولكن آمنت بالله ورسوله وبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أعرض عليكم شرائع الإسلام.
وأضاف : فبينما نحن كذلك إذ جاءوا بقصعتهم فوضعوها واجتمعوا حولها يأكلونها وقالوا: هلم إلى طعامنا.
اقرأ أيضا:
الرجال والنساء ثلاثة.. هل تعرف هذه الأوصاف؟ قلت: ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم إلا ما ذكيتم كما قال الله تعالى.
قالوا: وما قال؟ قلت: نزلت هذه الآية : " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" إلى قوله: "وأن تستقسموا بالأزلام"، فجعلت أدعوهم إلى الإسلام فكذبوني وزجروني وأنا جائع ظمآن قد نزل بي جهد شديد.
فقلت لهم: ويحكم ايتوني بشربة من ماء فإني شديد العطش، قالوا: لا ولكن ندعك تموت عطشا.
قال: فاعتممت وضربت برأسي في العمامة ونمت في حر شديد، فأتاني أت في منامي بقدح فيه شراب من لبن لم ير الناس ألذ منه فشربته حتى فرغت من شرابي ورويت وعظم بطني.
فقال القوم: أتاكم رجل من أشرافكم وسادتكم فرددتموه فاذهبوا إليه وأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي.
يقول أبو أمامة: فأتوني بالطعام والشراب فقلت: لا حاجة لي في طعامكم ولا شرابكم، فإن الله تعالى أطعمني وسقاني: فانظروا إلى الحال التي أنا عليها.
واستطرد في سرد كرامته لقوم : فأريتهم بطني فنظروا فأسلموا عن آخرهم بما جئت به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو أمامة: ولا والله ما عطشت ولا عرفت عطشا بعد تيك الشربة.