أصحاب القلوب الصافية.. هم أناس وإن كانوا من البشر لكن تحسب أن تصرفاتهم كأنهم من الملائكة.. وإن كانوا ليسوا بالملائكة وإنما بشر عاديون، لكنهم عرفوا الحقيقة فالتزموا بما نُزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وآمنوا بأن الآخرة حق، فألقوا بكل شهوات وملذات الدنيا وراء ظهورهم.. وما ذلك إلا لأنهم أصحاب القلوب السليمة المطمئنة التي وعد الله أصحابها بحسن العاقبة والخاتمة.
فقال الله الكبير المتعال: « الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ » (الرعد:28، 29).
من الممكن أن تختبر نفسك لأن تكون صافيًا القلب، فالأمربسيط جدًا:
- إذا مررت على بيت مسلم مشيد فادعوا له بالبركة ..
- إذا رأيت نعمة ما على أحد المسلمين (اشترى سيارة، أو مشروع جديد ، أو تملك مصنع ، أو زوجة صالحة ، أو ذرية طيبة ...).. فقل: اللهم اجعله معينا له على طاعتك وبارك له فيها .. تكن صافي القلب
- أيضًا كلما رأيت مسلما يمشي مع زوجته دعوت اللهأن يؤلف بين قلبيهما على طاعته.. تكن صافيًا القلب
- وكلما مررت على عاصٍ دعوت له بالهداية.. تكن صافي القلب
- إن كنت تسأل الله دائمًا أن يهدي قلوب الناس أجمعين وأن يعتق رقابهم ويحرم وجوههم على النار .. فأنت صافٍ القلب
لكن صفاء القلوب هذا درجات، تبدأ من تمني الخير لكل الناس، لكن هناك درجة أعلى، وهم الذين يعفون عمن ظلمهم، ولا يتمنون الشر حتى لألد أعدائهم، ويروى أن ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ كان ﻳﺪﻋﻮ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ويقول: «ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﻒ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﻨﻲ ».. ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ !.. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ أحدهم : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ... ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺘﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﻪ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻤﻦ ﻇﻠﻤﻚ ، ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻴﻤﻦ ﻇﻠﻤﻚ … ﻓﻤﺎ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ؟.. فقال له : ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ « ﻓَﻤَﻦْ ﻋَﻔَﺎ ﻭَﺃَﺻْﻠَﺢَ ﻓَﺄَﺟْﺮُﻩُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ».. ﺇﻧﻬﺎ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺻﻠﺤﻬﺎ ﻭ ﺭﺑﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ الكريم فهنيئا لهم الجنة.
لذا عزيزي المسلم إياك أن تحزن على سلامة وطيبة قلبك.. فإن لم يكن هناك في الأرض من يقدرها..فتيقن أنه في السماء من يعظم أجرها ويرفع من قدرها أمام كل القلوب الأخرى.