يظن كثير من الناس أن الله قد يعاقبهم في الدنيا على الذنوب والمعاصي بابتلاء النقص في المال والرزق والصحة وموت الأحباب فقط (نقص الأنفس)، وهؤلاء لا يدرون أن هناك عقوبة أشد لا يشعرون بها وهي عدم التوفيق إلى الطاعة والحرمان منها.
جاء رجل إلى الإمام الحسن البصري رحمه الله يسأله: (يا أبا سعيد: أعياني قيام الليل فما أطيقه فقال: يا ابن أخي استغفر الله، وتب إليه فإنها علامة سوء).
وكان يقول: "إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل".
فإذا كان الحرمان من نافلة ليست واجبة يكون بسبب ذنب .. فما هو الذنب الذي يسبب الحرمان من [الفريضة]
هذا التساؤل لا بد للمسلم أن يطرحه على نفسه عندما:
لا يوفق للقيام لصلاة الفجر. او غير ذلك من عدم التوفيق فى أى طاعة.
فليست العقوبة الإلهية مقصورة على التلف المالي والجسدي و الإجتماعي والأمني للمذنب أو المقصر، بل لا بد من التذكر دائما أن الحرمان من الطاعات لون من ألوان العقوبات.
ولكن المشكلة تكمن في القناعة التي يعيش بها بعض المسلمين من أن العقوبة الإلهية لا تكون إلا في نقص الأموال و الأنفس و الثمرات ! وثبت أن من أشد العقوبات الإلهية، (عدم التوفيق للطاعات).
وقد كان السلف الصالح يتواصون بثلاث كلمات لو وزنت بالذهب لرجحت به:
من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس
من أصلح سريرته أصلح الله علانيته
من اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه وآخرته
أن تكون الجنة عرضها السموات والأرض ولا يوجد لك مكان فيها
فإن لم يكن في برنامجك اليومي (( ضرورة ))
الاستيقاظ لصلاه الفجر
وحزب من القرآن
ووتر من الليل
وكلمة طيبة
وخبيئة لا يعلمها إلا الله
فأي طعم للحياة بقي
"اغتنم الحياة فهي زادك الذي لن يتكرر لو فاتت عليك"
اقرأ أيضا:
نسمع عن عذاب القبر.. ماذا عن نعيمه؟اقرأ أيضا:
من نفحات الحج المبرور.. فقراء بكوا لزيارته وأغنياء استبدلوه بمتعتهم الزائلة