أخبار

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

من جدري الماء إلى الحصبة.. أبرز 8 أمراض يصاب بها الأطفال

كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

بالفيديو ..د. عمرو خالد: احذر أن يسرق منك رمضان ..أيامه تنقضي سريعًا فاستغل كل لحظة فيه بالتقرب إلى الله

نصائح لمريض السكري في رمضان.. متى يضطر للإفطار؟

رمضان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتهذيبها.. كيف ذلك؟

سنة نبوية رمضانية مهجورة.. من أحياها سقاه الله جرعة ماء من حوضه يوم القيامة ..وكان له مثل أجر الصائم

عادات غذائية غير صحية تضر بقدرتك على الصيام.. تجنبها في رمضان

ما حكم الاحتلام وممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ (الإفتاء تجيب)

من يسبق الآخر؟.. قدرك أم عملك؟ ومن منهما يدخلك الجنة؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 03 يوليو 2020 - 10:00 ص


عن عبدالله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن أحدكم يُجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها)) .

قد يجد بعض الناس الحيرة في أمرهم بعد أن يقرأوا هذا الحديث النبوي الشريف، متسائلين، كيف يعمل الرجل عمل أهل الجنة أغلب عمره، ثم يسبقه الكتاب الذي كتبه الله وقدره عليه، فيعمل بعمل أهل النار ويدخلها؟، وكيف يعمل الرجل عمل أهل النار ثم يتوب الله عليه في أخر ساعات وربما دقائق من عمره فيعمل عمل أهل الجنة ويدخلها؟.

لماذا أعمل وقد كتب عملي؟ 


وقد يتطور الأمر إلى بعض الناس إلى الإحباط، متصورا أن القدر لطالما كتبه الله عليه وقدر له قدره بين أهل الجنة أو أهل النار، فلماذا يعمل من الأساس، وقد سبق كتابه عمله.

وهنا تجد من الضروري لاستعادة إيمانك وقبل شرح هذه المسألة أن تتذكر قول الله حتى لا يزيع الشيطان بك عن المنهج، : "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران: 7-8].

فربما يكون التفكير في هذه المسألة شيء لا تحتمله أكثر العقول، ولذلك كان موضع ابتلاء وتمحيص وتمييز بين الناس، فمنهم من يتمسك بالأصل المحكم فيسلم، ومنهم من يتيه مع الفرع ويضيع الأصل فيهلك.

وذلك أن في القدر سراً لله تعالى، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: يكفي العاقل أن يعلم أن الله عز وجل عليم حكيم رحيم، بهرت الألباب حكمته، ووسعت كل شيء رحمته، وأحاط بكل شيء علمه، وأحصاه لوحه وقلمه، وأن لله تعالى في قدره سرا مصونا، وعلما مخزونا، احترز به دون جميع خلقه، واستأثر به على جميع بريته ... وفي هذا المقام تاهت عقول كثير من الخلائق.

فإننا مع إثباتنا لقدر الله تعالى، فإننا نثبت للعبد اختيارا يصح معه تكليفه ومجازاته، ولا يخرج عن قضاء الله تعالى وقدره! وهذا يوافق الواقع المحسوس في تمييز الناس بين الفعل الاختياري، كتحرك الإنسان لفعل يريد، وبين الفعل الاضطراري كحركة المرتعش والمحموم. والتكليف والمجازاة إنما تكون على الأول دون الثاني.

ولوضوح هذا الفرق لا تكاد تجد أحدا يرضى ممن ظلمه أو تعدى عليه، أو سلبه حقه أن يحتج عليه بالقدر السابق، بل يقول: هذا فعلك باختيارك ومشيئتك، كما يدل عليه العقل والحس.

والأمر الذي لا بد من لفت النظر إليه أن القدر من الغيب الذي لا يعلمه الإنسان، ولا يصح أن يترك المرء ما أمر به ويتكل على كتابه الأول، ويضيع نفسه محتجا بغيب لا يعلمه. بل الصواب أن يجتهد الإنسان في طاعة الله ويتجنب معصيته، ويرجو ثوابه ويخاف عقابه.

 وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار. فقالوا: يا رسول الله فلم نعمل؟ أفلا نتكل؟ قال: لا، اعملوا، فكل ميسر لما خلق له، ثم قرأ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل: 5 - 10]. رواه البخاري ومسلم.

وعن علي رضي الله عنه قال، كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة، فنكس وجعل ينكت بمخصرته ثم قال: «ما منكم من أحد إلا وقد كُتب مقعدة من النار ومقعده من الجنة»، فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا؟ فقال: «إعملوا فكل ميسر لما خلق له» متفق عليه.

نجد هنا في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال هذا الكلام قالوا: يا رسول الله، أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ يعني مادام الأمر مكتوبا فما حاجة العمل، فقال: «لا تدعوا العمل، فالجنة لا تأتي إلا بعمل، والنار لا تأتي إلا بعمل، فلا يدخل النار إلا من عمل بعمل أهل النار، ولا يدخل الجنة إلا من عمل بعمل أهل الجنة». قال: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة»، ثم تلا قوله تعالى {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:8-10].

ينبه النبي صلى الله عليه وسلم سحابته على أهمية العمل، وألا تتكل على الكتاب، فالكتاب أمر مجهول ما ندري ما فيه، لكن من عمل خيرا فهو بشرى أنه من أهل الخير، ومن عمل سوى ذلك فهذا إنذار، قال: «إعملوا فكل ميسر لما خُلق له»، فأنت إذا رأيت الله قد يسر لك عمل أهل السعادة فأبشر أنك من أهل السعادة، وإن رأيت العكس رأيت نفسك تنشرح بفعل السيئات، وتضيق ذرعا بفعل الطاعات، فأنت من أهل المعصية ويجب عليك أن تبادر بالتوبة.

اقرأ أيضا:

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟


العمل الصالح نعمة


يقول العلماء أن عملك ميسر من الله فلا تفتخر بعملك فإنما عَمَلُك مخلوق لله، وما قدرت عليه إلا بتوفيق الله لك وأنه قد أَذِنَ بهدايتك.

وكانت الصحابة رضى الله عنهم تقول : "مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْنَا بِنِعْمَةٍ بَعْدَ نِعْمَةِ الإسلام "، فهم يعلمون أن نعمة الإسلام لا تُقَدَّرُ ولا تُقَوَّمُ بشئ.

يقول المفتي السابق الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالإزهر، إنحُسْنُ الأَعْمَالِ نَتَائِجُ حُسْنِ الأَحْوَالِ فإذا حَسُنَ حالك مع الله وَصَحَّ؛ حَسُنَ عملك.

وأضاف أن السلوك الذى يَسْلُكُه المؤمن مرتبطٌ بما فى القلوب ولذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم بسبب سبق أبى بكر رضى الله عنه لهم: " مَا سَبَقَكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِكَثْرَةِ صَلاَةٍ وَلاَ صِيَامٍ وَإِنَّمَا بِشَئٍ وَقَرَ فِى قَلْبِه".

وعن أنس بن مالك، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته ماء من وضوئه معلق نعليه في يده الشمال، فلما كان من الغد قال رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما كان من الغد قال رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما قام رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت، فقال: نعم، قال أنس: فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات معه ليلة أو ثلاث ليال، فلم يره يقوم من الليل بشيء، غير أنه إذا انقلب على فراشه ذكر الله، وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر فيسبغ الوضوء، قال عبد الله: غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث ليال كدت أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلعت أنت تلك الثلاث مرات، فأردت آوي إليك فأنظر عملك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: ما هو إلا ما رأيت، فانصرفت عنه، فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه).




الكلمات المفتاحية

العمل الصالح نعمة لماذا أعمل وقد كتب عملي؟ العمل والقدر

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled عن عبدالله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن أحدكم يُجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك