يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ ».. للأسف كثير منا يقع في هذه الإشكالية دون أن يدري، وكأنه بات أسلوب حياة.. وهو أن نستبدل الأدنى بـ الخير.
لماذا ؟.. هناك أسباب كثيرة منها:
- جهل منا بمفهوم الخير
- عدم القدرة على الاختيار
- جهلنا بمعرفة أنفسنا واحتياجاتها الحقيقية
- التفكير السطحي بالانخداع بظواهر الأمور
- عدم القدرة على تقدير الآخر .. نتيجة لقلة وعي أو خبرة أو طمع.. (عايزين كل حاجة في الدنيا ) .. هنا كان الرد من الله عز وجل : «فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ ».. والنتيجة : «وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ»..
أين الحل؟
كثير منا للأسف لن يمكنه تعديل كل هذه الأمور.. فما الحل؟
الحل بأنك :
- لا تتسرع في أي حكم أو قرار إلا ما الذي يأخذ حقه في الدراسة والتفكير
- ترصد كل فكرة في بالك لها علاقة بالموضوع وتحللها.. هل هي فكرة حقيقية أم مزيفة .. ناتجة من ضعف وخلفيات سلبية، وصورة مكونها أنت، أم من صورة حقيقية وفعلاً رافضها .. مرجعيتك فيها الله عز وجل أم أهواءك؟ .. حين تجيب عن هذه الأسئلة لابد أن ترى على ماذا ستوافق وماذا سترفض؟.
- من المهم جدًا أن تِفصِل و تفرَّق بين أمرين هامين:
لحظات السعادة أو الراحة الحقيقية التي تعيشها داخلك بينك وبين نفسك نتيجة لأي قرار ستأخذه ..
وبين لحظات السعاده التي تعيشها نتيجة رضا الناس عن القرار الذي اتخذته .. (لأن أوقات كتيرة أوي بناخد قرارات علشان نتمنظر بيها مش علشان هي مريحانا ).. نفرح لحظات ونعيش بغير راحة وتعساء بقية اللحظات ..
وهنا اسأل الله عز وجل البصيرة، وأنه سبحانه وتعالى لاشك سيرزقك يومًا بالرشد والحكمة، ويرضيك باختيارته ويصرف عنك هوى النفس في الاختيار بدون هدى الله ..
- اتق الله في خطوات سعيك حتى تطمئن للنتائج
اقرأ أيضا:
لئن شكرتم لأزيدنكم.. أفضل ما شكر به النبي ربهاعرف نفسك
هنا لابد أن تعرف نفسك جيدًا.. وبالتالي لا تختار من ترتاح له فقط كالأطفال، ولكن من يفيدك على المدى البعيد..
وهنا اعلم يقينًا أن الاختيار نعمة من الله عز وجل .. وحسب سعيك سيلبي لك ما تريد: «فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ »، لكن لاشك ستختار كثيرا خطأ.. لكن للتعلم وليس للتأنيب.. فاحذر أن تصل إلى المصير: «وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ».. الموضوع بحاجة إلى وقفة ومجهود .. لأن كل لحظة تختار فيها، تكون بابا لاختيارات أخرى عديدة تشكَّل وتغير كل تفاصيل حياتك..