بقلم |
ياسمين سالم |
الاثنين 13 يوليو 2020 - 12:21 م
تعرضت خلال الفترة الاخيرة لخذلان ووجع قلب غير طبيعي من أقرب الناس لي، كنت طول الوقت أعطي بدون مقابل، ولكن مع الوقت ومع تزايد شعورهم أن هذا حقهم واستنزاف طاقتي أصبحت أريد المقابل حتى ولو بكلمة شكر، أجدد بها طاقتي ومحبتي، فقررت أبعد عن الجميع وانعزل عنهم ومنهم أهلي، وبعد وفاة والدي ومحاولة البعض منهم التقرب والمساعدة للأسف كان قد فات الأوان فهي الآن بمثابة شفقة وليست بمحبة؟
(ه. ص)
تجيب الدكتورة وسام عزت، الاستشارية الاجتماعية:
عقل الإنسان تعود منذ الصغر أن يربط بين كل شيء، والمقابل الذي يحصل عليه، فعلى سبيل المثال عندما تبكي وتنتظر في المقابل أن تحتضنك والدتك، وفي المدرسة تريد أن تحظى باحترام وتقدير المعلمين والآباء وهكذا.
الإنسان منذ أن أدرك وجود المقابل، وتدبر عقله له يستنتج أنه وفقًا لسلوكيات معينة، فهو يستحق هذا الفعل، وأنه لن يحبني أو يصاحبني الناس بدون هذا المقابل، وهنا تكون المعضلة.
الإنسان عندما يستنفز طاقته ويكون غير قادر على التواصل والتعامل مع الناس ويتجنبهم وينعزل، عادة ما يكون بسبب أنه لا يمتلك أي شيء يعطيه لهم، فليس لديه الوقت والطاقة للاحتواء والدعم وغيرها، لانه استنزف كل مشاعره وطاقته للأسف.
مع الوقت والعزلة، نقابل أي مشاعر احتواء ودعم على أنها مجاملة أو شفقة، ويزيد إحساسنا بعدم تقبلها وعدم القدرة على التعامل معها.