ندور في هذه الدنيا، ونسعى بكل جهد، طمعًا أو أملًا في اختيار جيد يغير من حياتنا إلى الأفضل، وننسى جميعنا أن اختيار الله عز وجل مهما كان في وقته يبدو أنه صعب، إلا أنه يظل الأفضل، لأنه ببساطة يعلم الغيب وأخفى..
إذن ستظل اختيارات الله لنا هي الأفضل، حتى وإن لم ترضنا.. فالحمد لله على أقدار نحسبها شرًا وبها كل الخير لنا.. والحمد لله دائمًا وأبدًا حتى وإن مُزقت قلوبنا ألمًا.. والحمد لله في أن (تبقى الخيرة دائمًا فيما اختاره الله عز وجل لنا).. حتى وإن كان ما نريده عكس ما قدره الله لنا، فمؤكد فيه الخير لكننا لا ندري.
قال تعالى: «وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ » (البقرة :216).
الثقة في اختيارات الله
عزيزي المسلم، كن على يقين في اختيارات الله لك، لأنه لا يمكن أن يقدر لك إلا الخير، وما يفيده لو قدر غير ذلك، أما الابتلاءات الاعتيادية، فهي بالتأكيد لتمييزك عن غيرك، ولعلو شأنك عنده، وليست غضب منه سبحانه أو ما شابه.
قال تعالى: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ » (الحديد: 22، 23).
قد يتعجب إنسان ما، من ابتلاءات الله، وربما لا يصبر عليها، ويستعجل بدعائه أن يغير الله عز وجل له حاله، وهو يتصور أن حاله سيكون أفضل فيما يريد، وينسى عوامل كثيرة من حوله قد تقلب عليه الموازين.
لكن الله عز وجل، ييعث كل شيء في وقته تمامًا، حتى لو ظنه البعض شرًا، فهؤلاء أهل السفينة بالتأكيد لم يكونوا يعلمون أن وراءهم يأخذ كل سفينة غصبا، لكن سيدنا الخضر عليه السلام بوحي من الله أدرك ذلك، فعمد إلى ثقبها، وما كان الحل إلا في ذلك.
سفينتك في الحياة
سفينتك في الحياة عزيزي المسلم، ربما كانت زوجتك التي أنت لا ترضى عنها الآن، لكن غدًا ستتأكد أنها خير سند، أو ربما يكون عملك الذي تراه صعبًا ومرهقًا ولا يعود عليك إلا بالكد الضئيل، وهو ربما غدًا يكبر وتنجح بشكل تتعجب أنت ذاتك منه.. فاصبر وتوكل على الله، واجعله حسبك في الدنيا، يكن سندك في الدارين، الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكم