كان اليهود يعيشون مع المسلمين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وهم يأمنون من الظلم، أو أن يقع عليهم شيء في ذلك.
قصة عوف بن مالك الأشجعي مع يهودي:
لما قدم عمر رضي الله عنه الشام قام إليه رجل من أهل الكتاب فقال: يا أمير المؤمنين، إن رجلا من المؤمنين صنع بي ما ترى، فقال: - وهو مشجوج مضروب -. فغضب عمر رضي الله عنه غضبا شديدا، ثم قال لصهيب رضي الله عنه: انطلق وانظر من صاحبه فأتني به.
فانطلق صهيب فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، فقال: إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا فأت معاذ بن جبل فليكلمه، فإني أخاف أن يعجل إليك.
فلما قضى عمر الصلاة قال: أين صهيب؟ أجئت بالرجل؟ قال: نعم.
وقد كان عوف أتى معاذا فأخبره بقصته، فقام معاذ فقال: يا أمير المؤمنين، إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل إليه. فقال له عمر: ما لك ولهذا؟
قال: يا أمير المؤمنين، رأيت هذا يسوق بامرأة مسلمة على حمار، فنخس بها ليصرع بها، فلم يصرع بها، فدفعها فصرعت فغشيها أو أكب عليها.
فقال له: ائتني بالمرأة فلتصدق ما قلت.
فأتاها عوف فقال له أبوها وزوجها: ما أردت إلى صاحبتنا قد فضحتنا.
فقالت: والله لأذهبن معه، فقال أبوها وزوجها: نحن نذهب فنبلغ عنك.
فأتيا عمر رضي الله عنه فأخبراه بمثل قول عوف، وأمر عمر باليهودي فصلب.
وقال: ما على هذا صالحناكم، ثم قال: أيها الناس، اتقوا الله في ذمة محمد، فمن فعل منهم هذا فلا ذمة له؟، فكان ذلك اليهودي أول مصلوب رأيته في الإسلام.
اقرأ أيضا:
زيد الخيل .. صحابي جليل طالب الرسول بـ 300فارس لإخضاع الروم.. قصة إسلامه مثيرةقصة أخرى:
كان بكر بن شداخ الليثي رضي الله عنه - ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام - فلما احتلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني كنت أدخل على أهلك وقد بلغت مبلغ الرجال.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم صدّق قوله، ولقه الظفر" .
فلما كان في ولاية عمر رضي الله عنه وجد يهوديا قتيلا، فأعظم ذلك عمر وجزع وصعد على المنبر فقال: أفيما ولاني الله واستخلفني يفتك بالرجال، أذكر الله رجلا كان عنده علم إلا أعلمني.
فقام إليه بكر بن شداخ قال: أنا به. فقال: الله أكبر بؤت بدمه. فهات المخرج.
فقال: بلى، خرج فلان غازيا ووكلني بأهله، فجئت فوجدت هذا اليهودي في منزله وهو يقول:
وأشعث غره الإسلام حتى .. خلوت بعرسه ليل التمام
أبيت على ترائبها ويمسي .. على جرداء لاحقة الحزام
كأن مجامع الربلات منها.. فئام ينهضون إلى فئام
فصدق عمر رضي الله عنه قوله، وأبطل دمه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.