اتباع سنة الرسول تحمل الكثير من الحسنات والثواب الكبير للمسلم .. فالهادي البشير صلوات الله وسلامه عليه ماترك خير إلا وأخبرنا به وعلمه لأمته، ولذا حثنا الله تعالي علي الالتزام بتعاليم النبي والعمل بسنته حيث قال "وَما أتاكُم الرَّسولُ فَخُذوهُ و ما نَهَاكُم عَنْهُ فانتَهوا"، وقالَ عزَ مِن قائِل: "لقد كانَ لكم في رَسولِ اللهِ أُسوةٌ حَسَنَة"".
رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم حث المسلمين جميعا على التمسك بسنته واتباعها لما فيها من خير لاسيما أن العمل بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم أناء الليل وأطراف النهار فريضة إسلامية غائبة حيث يجب علي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها المحافظة علي هذه السنة في الحركة والسكنة والقول والفعل .. فاتباع سن النبي يجب أن يشكل أولوية في حياة المسلم من أجل أن تنتظم حياته.
فأداء السنن في كل الأحوال مطلوب وإن لم يكن فرضًا فإن موافقة النبي عليه الصلاة والسلام في الأقوال والأعمال والسلوك هي عنوان وصول المسلم علي أعلي مراتب الكمال. فالرسول صلي الله عليه وسلم كان معلمًا في أفعاله وأقواله، وهو المعظم عند الله تعالى فمن كان هذا حاله كان الإقتداء به محمودًا و مطلوبًا وأكمل للمسلم في كل أحواله.
ومن البديهي الإشار إلي أن اتباع سنة النبي يجب أن يشكل أولوية في حياة المسلم من أجل أن تنتظم حياته كلُّها على هدي الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم وهو أمر حثنا عليه العشرات من أعلام السلف الصالح ومنهم ذو النُّون المصري رحمه الله الذي حض تلاميذه ومحبيه علي اتباع الهدي النبوي في الحركة والسكنة قائلا : "من علامة المحبَّة لله – عزَّ وجلَّ - متابعة حبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم في أخلاقه، وأفعاله، وأوامره، وسنَّته".مصداقا لقوله تعالي : "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"آل عمران: 31
ارتفاع مقام سنة النبي صلي الله عليه وسلم وعلو هامتها لا يخفي أن هناك العديد بل المئات من السنن النبوية قد تم نسيانها أو تجاهل القيام بها رغم ما يحقق العمل بها من فوائد دينية ودنيويةات وبركات، فقال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أمراً بعدي أبدا كتاب الله وسنتي".
ومن السنن النبوية التي حرص عليها النبي صلي الله وسلم واتبعه فيها كبار الصحابة الدعاء وتغافل عنها ملايين المسلمين تتمثل في إعداد الطعام وإهدائه إلي الجيران وعموم المسلمين بحسب الحديث الذي رواه سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني: «إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ، فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ"
. وكذلك ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَا نِسَاءَ المُسْلِمَاتِ، لاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ» (صحيح البخاري؛). فِرْسِن الشاة: هو ما دون الرسغ من يدها، وقيل: هو عظم قليل اللحم، والمقصود المبالغة في الحثِّ على الإهداء. يحث ديننا الحنيف أتباعه على التلاحم والترابط والشعور بالآخرين؛
بل أن الرسول كان يوصي المسلمين بجيرانهم خيرا باعتبارهم أقرب الناس إلينا، وأكثرهم ملاصقة لنا، ولو فقدنا الاهتمام بهم فسيكون ذلك مُقَدِّمة لفقد الاهتمام بكلِّ المسلمين في تطبيق حرفي للقيم التي عكسها الحديثات الشريفان والتي تضمنه ضرورة الاهتمام بالجار وهي وصية أمين الوحي جبريل للنبي حتي ظن أنه سيورث الجار.
اقرأ أيضا:
لسخط الله تعالى علامات.. تعرف عليهاومن ثم فإن إهداء الطعام للجار نوعٌ من تطبيق الوصية بالإحسان إليه، وإدخال للسرور إلى قلبه، وإزكاء لروح المحبة والمودة، وتقوية لأواصر الروابط الاجتماعية بل أن هذه السنة النبوية المهجورة يجب أحياؤها من قبل عموم المسلمين باعتبارها مؤلفة بين قلوب المسلمين، وتزرع المودة والتعاطف بينهم وتضمن وجود علاقات اجتماعية صحية