صور الفضل والوفاء في الإسلام، متعددة، ومن هذه الصور ألا تنسى صاحب أو زوج توفاه الله، وما ذلك إلا لأن حسن العهد من الإيمان، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت : « جاءت عجوز إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقال : كيف أنتم ، كيف حالكم ، كيف كنتم بعدنا ؟ قالت : بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله . فلما خرجت قلت : يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال : يا عائشة إنها كانت تأتينا زمان خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان ».. إنها صورة من صور الوفاء التي ينبغي أن تحدث مع أهل الفضل من قريب أو بعيد، لأنه لا ترفع قيمة إيمان إلا برفعة الأخلاق.
تعاليم الرسول
النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، هو معلمنا ومرشدنا وهادينا، لذلك يجب على الجميع اتباع سنته، وأفعاله وتصرفاته، فقد كان أفضل أهل الوفاء، فهذه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، يتوفاها الله، ومع ذلك لم ينسها يومًا، ويظل يذكرها بخير دائمًا، فعن سيدنا أنس رضي الله عنه، كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، إذا أتي بالشيء يقول : «اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة »، وأيضًا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليذبح الشاة ثم يهدي في خلتها منها»، انظر لهذا الوفاء العظيم الجميل، فترى المرأة تشارك زوجها سنوات وسنوات وحين يتوفاها الله ينساها كما لم لم يعش معها ولا ليلة واحدة.
اقرأ أيضا:
من نفحات الحج المبرور.. فقراء بكوا لزيارته وأغنياء استبدلوه بمتعتهم الزائلةمواقف لا تنسى
مؤكد ليس هناك رجل لم يألف موقف لزوجته لا يمكن نسيانه، مؤكد كل السيدات فعلن ما يستحق أن يتذكرهن الرجل بأفضل حال، ومع ذلك ترى كثير من الرجال ينكر ذلك للأسف، ويروى أنه كان هناك امرأة تدعى أم حكيم، كانت زوجة لعكرمة ابن أبي جهل، ولما فتح الله عز وجل مكة على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ذهبت إليه وطلبته أن يعفو عن زوجها، فوافق رسول الله صلى الله عليه وسلم إكراما لها، فعندما انتهى الرسول صلى الله عليه وسلم، من البيعة، وقفت أمامه وقالت له بصوت كله رجاء وأمل: «يا رسول الله، إن عكرمة زوجي قد هرب منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله، فأمنه يا رسول الله، فقال لها النبي الكريم الرحيم صلى الله عليه وسلم: «هو آمن يا أم حكيم».
