عزيزي المسلم، حاسب على كلامك وامسك فمك.. فالكلمة برهان إما لك أو عليك، فإنما الحياة كلها ما هي إلا كلمة، هكذا أكد الإمام الحسين رضي الله عنه، حينما رد على الوليد ابن عبدالملك، حينما طالبه الأخير بمبايعة والده على الحكم، وكأن حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد سيدا شباب أهل الجنة، أراد أن يعلم الأمة الإسلامية كلها، معنى أن تنطق بكلمة.. عليك أن تحسب لها ألف حساب، وترى مداها ولو على بُعد سنوات عديدة، فإما تعود لك، أو عليك!.
يضيف الإمام الحسين قائلا حسب ما ذكره الشاعر عبدالرحمن الشرقاوي في قصيدته: «.ما دين المرء سوى كلمة.. ما شرف الرجل سوى كلمة... ما شرف الله سوى كلمة...أتعرف ما معنى الكلمة؟.. مفتاح الجنة في كلمة... دخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو كلمة... الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور».. كلمات إنما خرجت لتضيء لنا عالمنا المليء باللغاريتمات والعلاقات المعقدة.. فقط علينا أن نقرأ لنتعلم.
أثر الكلمة
ما كان الإمام الحسين رضي الله عنه يقول هذه الكلمات، إلا لأنه يدرك تمامًا أثر الكلمة على كل ما يحيط بنا من عوالم ظاهرة كانت أو خفية، لذلك فالله عز وجل لم يترك الأمر مرور الكرام وضرب لنا أروع الأمثلة في معنى وأثر الكلمة على المجتمع ككل، قال تعالى: « أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ » (إبراهيم: 24 - 27).
اقرأ أيضا:
أمر محرم بهذا الوقت في يوم الجمعة ويأثم جميع أطرافه.. احذر أن تقع فيه فتفسد جمعتكضمان أو ضياع
الكلمة إما ضمان لك لدخول الجنة، كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة»، أو تكون ضياع لك ووقوعك في مآزق لا تنتهي، لقوله أيضًا عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم»، لذا عملنا عليه الصلاة والسلام كيف تكون النجاة فقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت».