زنا المحارم فاحشة شنيعة وجريمة نكراء انزلق إليها البعض في مجتمعاتناالعربية، وفي أوساط اجتماعية مختلقة، والكارثة أن الأمر حدث في بعض الأحيان برضاءكل أفراد الأسرة، أو موافقة ولي الأمر.
فمنذ أيام نشرت وسائل الإعلام خبر سقوط شاب عاطل من الدور الخامسووفاته خلال محاولة هروبه بعد أن ضبطه ابن خالته وهو يمارس الرزيلة مع الخالةبدينة 15 مايو بالقاهرة، ومن حوادث زنا المحارم أيضًا أنه تم ضبط أب يزني بابنتهوبرر ذلك بأن ابنته عانس وأنه يفضل أن يشبع رغباتها بدلا من أن تقيم علاقات معغرباء وتسوء سمعتها.
و في مركز السنطةبمحافظة الغربية قام شخص بارتكاب هذا الفعل الشنيع مع زوجة ابنه، وهي ابنة شقيقه (أيعمها)، وبعد افتضاح الأمر لم تبد زوجته أية دهشة، مؤكدة أنها اعتادت ممارسة ذلك معشقيقها.
وفي مدينة المحلةالكبرى تقدم فيها شاب من أجل خطبة فتاة، وأثناء زيارتها في المنزل لاحظ نظرات الإعجابمن جانب والدة خطيبته، فبدأ في مغازلتها حتى سقطت في براثنه، ومارست معه الرذيلة، وبعدشهور.. اكتشفت أنها تحمل "جنينًا" لكنها فشلت في إجهاضه، وافتضح أمرها، خصوصًاوأن زوجها كان متوفيًا.
وفي واقعة أخيرة،تم ضبط أفراد أسرة في الجيزة يمارسون "زنا المحارم"، حيث يجتمع الأخ مع أخته،والزوج مع ابنة الأخ، فيما كانت ردودهم على تحقيقات النيابة في ذلك بأنهم "يفعلونذلك بالتراضي".
وفي مدينة القصرين بتونس تعرضت فتاة صغيرة في عمر ال14 سنة للاغتصابعلى يد خالها وحملت منه وأجهضت نفسها، ثم زنى خالها الآخر وحملت منه وولدت ثم قامتبقتل الطفل الوليد لتضاعف من جريمتها الشنعاء.
ومما لا شك فيه الزنا كبيرة من الكبائر التي حرمها الله تعالى على عباده، بل حرم القرب منها والوقوع في دواعيها ومقدماتها، فقال تعالى: وَلَاتَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32} وإذاكان الزنا محرما بين عموم الناس فإن حرمته أشد إذا وقع على المحارم، فقد روى أحمد فيمسنده والحاكم فيمستدركه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: منوقع على ذات محرم فاقتلوه. وقال الحاكم فيالمستدرك: صحيحولم يخرجاه. وقال ابنحجر فيالزواجر عند سياق هذا الحديث: وأعظمالزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم.
ومع هذا فكفارة هذه الفاحشة الشنيعة هي التوبة الخالصة، مثلها في ذلكمثل سائر المعاصي. فقد قال الله تعالى: قُلْيَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْرَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْقَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {الزمر:53 ـ54
ورغم الوقائع السابقة،يري علماء النفس والاجتماع، أن حوادث "زنا المحارم" حالات فردية لا تندرجتحت مسمى "الظاهرة"، مؤكدًا أنها نوع من الشذوذ الجنسي والانحراف النفسي،لأن من يقدم على هذا الفعل يعاني من خلل واضطراب نفسي شديد.
ويرجع علماء النفسوالاجتماع وقوع هذه الجريمة إلى عدم وجود رعاية أسرية صحيحة، كما أن الأمر يرتبط بالظروفالمعيشية ووجود أفراد الأسرة في حجرة واحدة، كما أن مشاهدة الأب والأم وهما يمارسانالعلاقة الزوجية يجعل الأبناء يقلدون ذلك، فيمارس الأخ مع أخته نفس العلاقة، ونظرًالعدم وجود رقابة من قبل الوالدين يستمر الأمر بينهما حتى يبلغا،، خاصة وأن 30% من الأسرالمصرية يقيمون في غرف واحدة بمتوسط 7 أفراد، وذلك حسب تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات المصري.
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنةاقرأ أيضا:
حتى يؤتيك الله من فضله.. عليك بهذه الأمور