أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

سلامة الصدر بابك للجنة.. اغتنم رمضان لتنجو بنفسك

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 16 ابريل 2023 - 08:48 ص
يبين د. محمود عبد العزيز أستاذ الفقه المقارن أن سلامة الصدر، المراد بها عدم الحقد والغل والبغضاء، فسليم القلب والصَّدر هو من سَلِم وعوفي فؤاده من جميع أمراض القلوب، وسلامة القلب تعني عدم إرادة الشرِّ بعد معرفته، فيَسلم قلبه من إرادته وقصده وقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله قال:(لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا، فإنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سَلِيم الصَّدر) رواه أبو داود وهذا الحديث يكشف عن مدى اهتمام المصطفى صلى الله عليه وسلم بسَلَامة صدره، فهو ينهى ويحذر من أن يُنْقَل إليه ما يُوغِر صدره، ويغيِّر قلبه تجاه أصحابه، رضوان الله عليهم.
وأضاف في كتابه الماتع (رمضان فرصتك) أن النبي عليه الصلاة والسلام باشر بنفسه الإصلاح بين الناس، وكان يتلمس قضايا الخلاف بين المسلمين فيسعى عليه الصلاة والسلام إلى الإصلاح بينهم، ومن ذلك أنه خرج عليه الصلاة والسلام إلى قباء ليصلح بين أهل قباء لما اقتتلوا، وحصل بين بني عمرو بن عوف نزاع، فخرج عليه الصلاة والسلام يصلح بينهم وقت الصلاة حتى فاتته الإمامة، لم يؤم الناس بسبب انشغاله في الإصلاح بين الناس، بل حتى كادت الجماعة أن تفوته.
من فضائل سلامة الصدر:
- قال ابن العربي: (لا يكون القلب سليمًا إذا كان حقوداً حسوداً معجباً متكبراً وقد شرط النبي ﷺ في الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
- قال ابن تيمية: (القلب السَّليم المحمود، هو الذي يريد الخير لا الشر، وكمال ذلك بأن يعرف الخير والشر، فأما من لا يعرف الشر، فذاك نقص فيه لا يُمدح به).
- وقيل: (القلب السَّليم الذي يحبُّ للنَّاس ما يحبُّه لنفسه، قد سَلِم جميع النَّاس من غشِّه وظلمه، وأسلَم لله بقلبه ولسانه). 
وقد كان الكثير منا قبل رمضان يحمل في صدره شَحناء وبغضاء أو كراهية، لبعض أصحابه وأقاربه، بسبب مواقف، وأحداث، وتنازع على الدنيا. 
قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجعَل فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10].
فها هو شهر رمضان، وها نحن الآن في أيام رمضان، وفي ليالي رمضان المباركة، ورمضان شهر المغفرة، وشهر العتق من النار، فهيا بنا لنغسل قلوبنا مما فيها من غِلٍ وحَسدٍ وبغضاءٍ وشحناءٍ وكراهية، هيا بنا نخرج من رمضان وقد صفت نفوسنا، واكتمل ما في القلب من رحمة ومن حُب وعطف على المسلمين.
سلامة الصدر دليل نجاة:
والنبي عليه الصلاة والسلام سُئل من أفضل الناس يا رسول الله قال النبي عليه الصلاة والسلام: "أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا يا رسول الله صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التَقي النَقي الذي لا يحمل في قلبه بُغضاً لأحد، ولا غِشاً لأحد" رواه ابن ماجة في سننه 
والنبي عليه الصلاة والسلام حذر أشد التحذير من الشحناء، وهي ما يكون في القلب من حقد وبغضاء وعداوة بسبب الدنيا. وهذه الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضه، الله أكبر. 
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على كل ما يقوي روح الإخاء بين المسلمين، ونهاهم عن كل ما ينتقص أو يؤثر سلباً في هذه الروح، ومن جملة الأخلاق السلبية التي نهى عنها الشحناء، والتهاجر بين المسلمين، وبيّن لنا أن الشيطان أعد مصيدة الشحناء بين أهل الإيمان، ليصل إلى إفساد قلوبهم وإيمانهم، وحذرنا من أن أعظم أهداف الشيطان أن يفرق بين المؤمنين ويحريش بينهم.
التحريش بين الناس من آفات الشيطان:
فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم". رواه مسلم 
وحتى نتحدث بمنتهى الصراحة، كل واحد فينا الآن يظن أن قلبه سليماً، وأن قلبه خالي من البغضاء والشحناء، وفي حقيقة الأمر أن هناك أشخاص في حياتنا مستحيل أن نتصل عليهم أو أن نكلمهم، فهذا دليل على أنه لايزال في القلب شيء منهم من الشحناء، ربما كان زميلك في العمل في وقت من الأوقات، وربما كانت زميلتكِ في الدراسة، ولازلتِ تحملين في قلبكِ شيئاً لها، فهلا سامحناهم لله؟!!
الخصام يمنع الخير:
والبغضاء تحول بين الإنسان ومغفرة الله تعالى، وعلى هذا دلت النصوص، ومنها حديث في رواه مسلم، قال عليه الصلاة والسلام: (إن أبواب الجنة تفتح يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر الله تعالى لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله تعالى: (أخرا هذين حتى يصطلحا).
والشحناء بين المؤمنين مرفوضة شرعاً، ومذمومة طبعاً، جعلها الله عز وجل حائلاً بين مغفرة الله عز وجل والعباد.
وكان بعض الصالحين يقول: (يا رب عفوتُ عمن ظلمني، من أجل أن تعفوَ عني). عفى عن كل من ظلمه، وكل من أساء به الظن، وكل من وقع في عرضه، يقول: عفوت عنهم من أجل أن تعفو عني وأن تسامحني. 
الإصلاح بين المتخاصمين عبادة جليلة وخلق جميل يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو خير كله قال تعالى (والصلح خير).
- لابد من إصلاح ذات البين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى. قال: صلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ). رواه أبو داود في سننه. 
وقال تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) [النساء: 114]
سلامة   الصدر من أسباب دخول الجنة
ويبين د. محمود أن سلامه الصدر والمسامحة والعفو عن المسيء سبب من أسباب دخول الجنة، ولذا كان من دعوة إبراهيم عليه السلام أنه سأل الله القلب السليم قال: (وَلاَ تُخزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُون. يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون. إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَلِيم) [الشعراء:89]
أتدري ما هو القلب السليم؟ القلب السليم الذي ليس فيه بغضاء ولا شحناء ولا عداوة ولا كراهية لمسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، مسلم موحد من أهل التوحيد، لا يحمل في قلبه بغضاً لأحد، والقلب السليم الخالي من البدعة، الخالي من الشرك، الخالي من البغضاء والعداوة، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» رواه مسلم
فكن أنت البادئ أخي الكريم، قال تعالى (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم) [النور:22].

الكلمات المفتاحية

شهر رمضان سلامة الصدر التحريش بين الناس من آفات الشيطان

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يبين د. محمود عبد العزيز أستاذ الفقه المقارن أن سلامة الصدر، المراد بها عدم الحقد والغل والبغضاء، فسليم القلب والصَّدر هو من سَلِم وعوفي فؤاده من جميع