لقب الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بترجمان القرآن، وحاز بركة الدعوة النبوية، "اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل"، وقد كان يلقب بحبر الأمة.
مواعظه:
روي عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، لقلت: وفيك.
وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال: ما من مؤمن، ولا فاجر إلا وقد كتب الله رزقه من الحلال، فإن صبر حتى يأتيه آتاه الله، وإن جزع، فتناول شيئا من الحرام، نقصه الله من رزقه الحلال.
وكان يقول: عليك بالفرائض، وما وظف الله عليك من حقه، فأده واستعن بالله على ذلك، فإنه لا يعلم من عبد صدق نيته وحرصا في حسن ثوابه إلا أخره الله عما يكره، وهو المليك يصنع ما يشاء.
وقال: لما ضرب الدرهم والدينار أخذه إبليس، فوضعه على عينيه، وقال: أنت ثمرة قلبي وقرة عيني، بك أطغي وبك أكفر، وبك أدخل النار، رضيت من ابن آدم بحب الدنيا.
ومن مواعظه أيضا رضي الله عنه: لو بغى جبل على جبل لدك الباغي، وما ظهر البغي في قوم إلا ظهر فيهم الموتان.
وشتم رجل ابن عباس رضي الله عنه، فقال: إنك لتشتمني وفيّ ثلاث خصال: إني لآتي على الآية من كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به، ولعلي لا أقاضي إليه أبدا، وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح به ومالي به من سائمة.
ومن شدة حزنه وبكائه كان مجرى الدموع من ابن عباس كأنه الشراك البالي.
وعن ميمون بن مهران، قال: شهدت جنازة ابن عباس رضي الله عنه بالطائف، فلما وضع ليصلى عليه، جاء طائر أبيض حتى دخل في أكفانه، فالتمس فلم يوجد، فلما سوي عليه سمعنا صوتا ولا نرى شخص أحد: "يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
وقد أثنى عليه من عاصره من أصحابه وتلامذته وعن ليث، قال: قلت لطاوس: أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتركتهم وصحبت أحدثهم سنا قال: أدركت سبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا تداروا في الأمر انتهوا إلى قول ابن عباس.
وعن طاوس، قال: جالست ما بين الخمسين إلى السبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يخالفون ابن عباس في المسألة فما يقومون حتى يرجعوا إلى قوله.
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام علي