كثيرون هم المقدمون على الزواج، لكن قليل منهم من يختار بشكل إيجابي، من يدعمه لا من يزيد من ضعفه.. فيالت كل مقدم على الزواج سواء شاب أو فتاة، أن يختار بشكل صحيح، من يستطيع دعمه، ومن يحاول ويسعى جاهدا للتقرب منه.. اختار من يقف بجانبك في أزماتك.. وابتعد _وأنت الكسبان- عمن يتركك وسط أزماتك وشدة احتياجك.. ابتعد عمن يشكل قوة ضغط عليك تدفعك للانفجار.. ومهما كان هذا الشخص قريبًا منك إياك أن تتصور أنه سيعي يومًا ما معاناتك.. اتعب لنفسك ووحدك.. وواجه الأمر وحدك أفضل من أن تواجهه مع أحدهم وهو لا يقدر ذلك، بل قد لا يراك بالأساس.. وكن واعيًا من أن بعض الناس للأسف يختارون أوقات ضعفك ويقرروا الضغط عليك حتى تضعف أكثر.. هنا توقف ولا تكمل.. الحياة مليئة بمن يقدرك، فلا تقلل من قيمة نفسك مهما حصل.

التكامل في الزواج

عزيزي المسلم، حينما قال الله عز وجل: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» ( الروم 21).. كان يقصد التكامل في الزواج، أن يكمل كل طرف الآخر بشكل جيد، لا أن يكون عبئا جديدًا عليه.. الحياة تعاون، وبالتالي الزوج يجب أن يكون هذا الداعم، لا أن يكون مصدر عبء زيادة..


فأما بخصوص الزوج، فها هو رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، يبين أصناف الناس في اختيار المرأة، ثم يدلك على الاختيار الصائب فيقول: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك». إذن إن اخترت الدين ستجد ما يسرك، لكن ليس الباقي معناه الضنك في العيش.. ولكن الضمان هنا.. في الدين وفقط.. أما الباقي فـ(أنت وحظك)، حيث ينصح صلى الله عليه وسلم الرجال قائلا: «لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة سوداء خرماء، ذات دين أفضل».

اقرأ أيضا:

لا تستطيع تجاوز حالتها النفسية منذ وفاة أمها من شهور.. حياتى أصبحت جحيما

شروط الزواج

أما شروط الزواج للمرأة، فلم يتركها الإسلام هكذا، وإنما وضحها تمامًا، كي تدرك الفتاة من تختار، وحتى لا يكون اختيارها خطأ، فتعيش إما في ضيق متواصل، أو يصل الأمر لطلب الطلاق، وهناك حديث منسوب للإمام الترمذي، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ناصحًا النساء والفتيات: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، نفس النصيحة التي قدمها للرجل، لأن الدين هو المعيار، وهو أساس استمرار الحياة بشكل إيجابي وطيب، أما دون ذلك، فمؤكد مفتاح لأبواب كثيرة ليست بخير.