ورد سؤال إلى موقع amrkhaled.net من "ك. أ"، يقول: "أعمل سمسار انتخابات حيث أقوم بجمع البطاقات الشخصية أو صورها، من أجل معرفة كوتة التصويت التي يمكن جمعها من أجل التصويت لأحد المرشحين، مقابل مبلغ من المال، وتقديم بعض المعونات العينية والتموينية للناخبين، ولا أقصد من هذا سوى دعم الفقراء وإفادتهم من خلال حصولهم على بعض السلع التي يحتاجونها الفقراء، فضلاً عن أن الموسم الانتخابي ننتظره كل خمس أعوام وننتظر الرزق فيه بشكل كبير حيث نستفيد من خلال تعليق اللافتات الانتخابية واللوحات؟".
في فتوى سابقى لدار الإفتاء المصرية حذرت من شراء الأصوات الانتخابية، مؤكدة أنه حرامٌ شرعًا، وسماسرتها آثِمون؛ لأنها من قبيل الرشوة المنهي عنها شرعًا؛ لما رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني من حديث ثَوْبَانَ رضي الله عنه قال: "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ؛ يَعْنِي الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا".
والأصل في الذي يرشح نفسه للانتخابات أن يكون أمينًا في نفسه صادقًا في وعده، ولا يجوز له أن يستخدم أمواله في تحقيق أغراضه الانتخابية بالتأثير على إرادة الناخبين، ولا يجوز أن يأخذ أحد من الناس هذه الأموال كما لا يجوز له أن ينفذ ما اتفق عليه من حرام؛ لأن ذلك من باب السُّحْت وأكل أموال الناس بالباطل، بالإضافة إلى الخداع والكذب، وعلى من أخذ هذا المال أن يَرُدَّه للمرشح؛ حيث إن تنفيذ المُتَّفَق عليه في هذه الحالة حرام، وأخذ المال أيضًا حرام.
كما أن الوسطاء في تلك العملية المحرمة والذين يطلق عليهم سماسِرة الأصوات آثِمون شرعًا؛ لأنهم يُسَهِّلون حدوث فِعلٍ حرام، ويجب على الجميع البُعد عن مثل تلك الممارسات والوقوف صفًّا واحدًا للقضاء عليها؛ فالإسلام يأمر بالصدق وحرية الإرادة وتولية الصالح، وينهى عن الفساد والكذب والرشوة وخسائس الأخلاق، وإنما يجوز للمرشَّحين أن ينفقوا ما يَلزَم من أموالٍ للدعاية الانتخابية في الحدود المسموح بها قانونًا وفقًا للَّائحة الموضوعة لذلك.
اقرأ أيضا:
ما هي الطريقة الشرعية لإبطال السحر؟