ذهب شاب يومًا ما لأحد الرجال المشهورين عنهم بالحكمة، واشتكى له سوء حاله، وأنه يمر بحالة نفسية سيئة للغاية، حتى أنه يشعر بأنه مستنزف نفسيًا وجسديًا، وغير قادر على الاستمرار في الحياة، فما كان من الرجل إلا أن قال له: عليك بهذا الدعاء، «اللهم أخرجني من حولي إلى حولك، ومن عزمي إلى عزمك، ومن ضعفي إلى قوتك، ومن انكساري إلى عزتك، ومن ضيق اختياري إلى براح إرادتك يا رب العالمين.. ولا تنسى أن ركعتين في جوف الليل لو وضعتا في كفة والدنيا كلها في كفة لرجحتا.. فبين سؤال الله عز وجل أن تنتقل لحوله وقوته وبين الوقوف بين يديه وكل الناس نيام، الحل الأمثل للخروج من أي شعور محبط مهما كان.. لأنك تلجأ إلى عزيز قادر لا يعجزه شيء في الأرض ولا السماء.

حول الله وقوته

إذن كيف يتحول المرء من حوله وقوته إلى حول وقوته؟.. الموضوع بسيط جدًا وهو بالتوكل عليه سبحانه في كل أمور حياتك مهما كانت.. مع اليقين والثقة في أنه سبحانه لن يخذلك.. يقول عز وجل في كتابه الكريم يوضح ذلك: «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ » (الأنفال: 24)، هو فقط القادر على أن يحول بين المرء وقلبه، لذ من أسلم أمره له سبحانه، نال ما تمنى وعاش سعيدًا أبد الدهر غير مبالٍ بما قد يحدث في أي وقت.


«لا حول ولا قوة إلا بالله».. فقط رددها ولو مئة مرة في اليوم.. ولكن عن يقين فيها.. ويقول الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: «إنا لا نملك مع الله شيئًا، ولا نملك من دونه شيئًا، ولا نملك إلا ما ملكنا مما هو أملك به منا.. فلا تأخذ مما تحب إلا بالله.. ولا تمتنع مما تكره إلا بعون الله».. حينها سيتغير مفهوم الحياة لديك.. وتصبح الأمور أكثر سلاسة وسهولة من ذي قبل، أوتدري لماذا؟:.. لأنك أيقنت أن الأمر كله بيد الله فسرت لا تفعل شيئًا إلا برضائه ولإرضائه سبحانه.

اقرأ أيضا:

قلب المؤمن بين الرجاء والخوف .. أيهما يجب أن تكون له الغلبة ليفوز برضا الله وقبول عمله؟

قوة دفع غير عادية

فبحول الله وقوته تنال قوة دفع غير عادية، وعامل منظم لحياتك غير عادي، ليس هذا فحسب، وإنما أيضًا يبعد عنك كل سوء أو حقد أو حسد مهما كان، قال تعالى يوضح ذلك: «وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا » (الكهف: 39)، فإن قالها كل مسلم وهو يدخل منزله وقاه الله أي شر مهما كان.. فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة، قلت بلى يا رسول الله، قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله».