جميعنا لاشك يبحث عن النجاة.. لكن كثير منا لا يجيد اختيار الطريق الصحيح للأسف.. أحد الصالحين كان يقول: «النجاة في ثلاث: أكل الحلال وأداء الفرائض والاقتداء بسنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم».. هذا المعنى الواضح أقره الله عز وجل في كتابه الكريم من قبل حيث قال جلا في علاه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا » (الأحزاب: 70، 71).


القول السديد هنا لاشك هو الإيمان بالله وتتبع أوامره ونواهيه، تكون النتيجة.. هي النجاة لاشك.. بأن يصلح الله لنا أعمالنا ويغفر لنا ذنوبنا.. لأنه بدون أدنى شك من يطع الله ورسوله هو الفائز.

أسباب النجاة

للنجاة أسباب وسبل على الإنسان المسلم اتباعها، أبرزها لاشك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: « كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ » (آل عمران: 110)، إذن يشترط الله عز وجل علينا في أن نكون خيرية الأمم أن نلتزم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهل نحن مازلنا على التزامنا هذا منذ عهد النبوة؟!.


الله عز وجل لأنه يعلم قدراتنا فإنه في آية أخرى يقول لنا، وليكن منا البعض من يدعو إلى المعروف وينهى عن المنكر، وحينها نكن أيضًا أمة الخيرية، قال تعالى: « وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (آل عمران: 104)، ورغم أن كثيرين سيقولون نعم هناك منا الكثير من يدعو إلى ذلك.. لكن هل البقية تسمعهم؟!.. أم أنهم يحدثون أنفسهم وفقط!.

اقرأ أيضا:

قلب المؤمن بين الرجاء والخوف .. أيهما يجب أن تكون له الغلبة ليفوز برضا الله وقبول عمله؟

الزم هذا الطريق

عزيزي المسلم، الزم هذا الطريق تصل إلى النجاة الحقيقية، قال تعالى: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (الأعراف: 157)، فعلى كل مسلم أن يضع أمامه أوامر ونواهي النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ثم يفعل لنفسه اختبار قدرات، ويضع لنفسه النتيجة التي هو عليها.. دون أن يغش نفسه.. فإن رأى أنه يتخطى النسبة الأكبر في تبعيته لنبيه عليه الصلاة والسلام فليعتبر نفسه نجا.. وليواصل ويحافظ على مسلكه، بينما من رأى غير ذلك.. فأمامه فرصة أخيرة ليتراجع.. وإلا كان الخسران ديدنه، قال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ » (العصر: 1 - 3).