كان محمد بن المنكدر التيمي المدني رحمه الله، من سادات القراء، لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال المنكدر بن محمد بن المنكدر: كان لأبي جار مبتلى، فكان أبي يقوم من الليل ويتوضأ ويصلي، ثم كان يصيح ويرفع صوته بالحمد، فقيل له في ذلك.
فقال: يرفع جاري المبتلى صوته بالبلاء وأرفع صوتي بالنعمة.
وقال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.
وقال: بلغني أن الجبلين إذا أصبحا نادى أحدهما صاحبه باسمه فيقول: أي فلان: هل مر بك اليوم ذاكر لله عز وجل؟ فيقول: نعم، فيقول: لقد أقر الله عينك، لكن ما مر بي ذاكر اليوم.
وقال: بلغني أن آدم عليه السلام لما مات ابنه , قال: يا حواء مات ابنك، قالت: وما الموت؟ قال: لا يأكل ولا يشرب ولا يقوم ولا يمشي ولا يتكلم أبدا، فصاحت فقال: عليك الرنّة وعلى بناتك، وأنا وبني منها براء.
وقال سفيان: صلى ابن المنكدر على رجل يذكر بكل سوء، فقيل له: لم تصلّ على فلان؟ قال: إني أستحيي من الله أن يعلم مني أن رحمته تعجز عن أحد من خلقه.
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام عليوبعث محمد بن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين دينارا , ثم قال لبنيه: يا بني ما ظنكم برجل فرغ صفوان لعبادة ربه.
وقيل له: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان.
وقيل له: ما بقي من لذتك؟ قال: التقاء الإخوان، وإدخال السرور عليهم.
وقد كان محمد بن المنكدر يحجّ وعليه دين، فقيل له: تحج وعليك دين، فقال: الحج أقضى للدين.
وقال محمد بن المنكدر: بت أغمر رجل أمي، وبات عمر، يعني أخاه، يصلي وما يسرني أن ليلتي بليلته.
وكان يقول: إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان، أدخلوهم في رياض الجنة، ثم يقول للملائكة: أسمعوهم حمدي وثنائي وأخبروهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وكان أيضا يقول : ليأتين على الناس زمان لا يتخلص فيه إلا من دعا بدعاء الغريق.