"طعامكم دواؤكم، وداؤكم في طعامكم"، مقولة ارتبطت بـ"أبُقراط" الملقب بـ"أبي الطب"، واتفق معها الطبيب العربي الشهير "ابن سينا"، وأيدتها رحلة العلم الممتدة عبر التاريخ البشري، والتي ربطت بين الغذاء والحالة الصحية للشخص، سواء من حيث جودتها أو إصابته بالأمراض.
وللصيام العديد من الفوائد الصحية النفسية والجسدية، وفيما يلي خمس فوائد للصيام، وفقا لما نشره موقع insider.
الصوم يخفف الالتهابات
الالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية للعدوى وعادة ما يختفي بعد شفاء الخلايا التالفة، ومع ذلك، عندما يتعرض جسمك للإجهاد التأكسدي - وهي عملية ناتجة عن تراكم الجذور الحرة -، يمكنك الدخول في حالة من الالتهاب المزمن.
ذلك لأن هذه الجذور الحرة، التي يمكن أن تأتي من مصادر خارجية مثل التلوث والعمليات الجسدية مثل الهضم، تبدأ في مهاجمة الأنسجة والخلايا السليمة.
ويمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى إتلاف الخلايا والأنسجة والأعضاء السليمة، وهو مرتبط بالعديد من الأمراض، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وهناك عدة طرق لتقليل الالتهاب في الجسم عن طريق الصيام، أولاً، عندما يكون جسمك في حالة صيام، فإنه لا يستطيع تحويل الجلوكوز من الطعام إلى طاقة، وبدلاً من ذلك، يعتمد جسمك على مصدر طاقة بديل يسمى أجسام الكيتون، والتي تأتي من الأحماض الدهنية، وينتج جسمك عددًا أقل من الجذور الحرة عند حرق الكيتونات، مما يساعد على تقليل الالتهاب.
وقد يقلل الصيام أيضًا الالتهاب عن طريق تقليل عدد الخلايا الوحيدة - نوع من خلايا الدم البيضاء الالتهابية - في مجرى الدم، حيث وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2019 على البشر والفئران، أن الصيام قصير الأمد لمدة 19 ساعة قلل بشكل كبير من عدد الخلايا الوحيدة في الدورة الدموية.
اقرأ أيضا:
أفضل وقت لتناول وجبة الإفطار.. يساعدك على إنقاص الوزن والعيش لفترة أطولالصوم يقوي الأداء الإدراكي
عندما نتقدم في العمر، تكون أعضائنا عرضة لالتهاب مزمن، ويمكن أن يساهم الالتهاب المزمن في التدهور المعرفي والخرف بسبب تراكم الترسبات في الدماغ، ويساعد الصيام على مواجهة ذلك عن طريق تقليل الالتهاب.
وهناك مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أن الصيام يمكن أن يمنع تطور مرض الزهايمر في الحيوانات، في حين أن البحث لم يتم إجراؤه بعد على البشر، كما وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الصيام المتقطع يمكن أن يبطئ التدهور المعرفي ويحسن أعراض مرض الزهايمر.
ولا تقتصر الفوائد المعرفية للصيام على كبار السن، حيث اختبرت دراسة صغيرة عام 2016 رافعي الأثقال الهواة بعد 48 ساعة من الصيام ووجدت أن الصيام يحسن المرونة العقلية، والتي تم تعريفها على أنها قدرتهم على التبديل بسرعة وكفاءة بين المهام.
الصوم ينظم مستويات السكر في الدم
قد ينظم الصيام أيضًا مستويات السكر في الدم، ويعد الحفاظ على مستوى السكر في الدم أمرًا مهمًا للحماية من أمراض مثل مرض السكري من النوع 2.
ونسبة السكر في الدم تزداد عند تناول الطعام، لذا فهي تنخفض بشكل طبيعي عندما تصوم، ومع ذلك، سيمنع جسمك سكر الدم من الانخفاض كثيرًا عن طريق صنع الجلوكوز نفسه، وهو ما يحافظ على نسبة السكر في الدم عند مستويات صحية، والتي تعتبر أعلى من 70 مجم / ديسيلتر.
وقد وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2019 على الرجال المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، أن تقييد تناول الطعام لمدة تسع ساعات، وهو ما يسمى بالصيام المتقطع، ساعد في تحسين تحمل الجلوكوز.
لكن إذا كنت مصابًا بمرض السكري، فاستشر الطبيب قبل الصيام، لأنه قد يزيد من خطر الإصابة بالحماض الكيتوني السكري لمن يستخدمون الأنسولين لعلاج مرض السكري.
اقرأ أيضا:
متى يكون الصداع علامة على مرض خطير؟الصيام يحسن صحة القلب
في حين أن البحث حول هذا الموضوع محدود، إلا أن الأطباء يعتقدوا أن الصيام يعزز صحة القلب عن طريق تقليل الالتهاب والحماية من مرض السكري، وكلاهما من عوامل الخطر للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وقد اختبرت دراسة صغيرة عام 2012 مسلمين لديهم تاريخ من أمراض القلب، وكانوا يصومون في رمضان، وبعد انتهاء صيامهم، كان هناك تحسن في درجة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية لمدة 10 سنوات، وانخفاض في عوامل الخطر الأخرى على القلب مثل الدهون وضغط الدم الانقباضي والوزن.
الصيام يساعد على فقدان الوزن
يساعدك الصيام على إنقاص الوزن عن طريق الحد من عدد السعرات الحرارية التي تتناولها، كما يساعد الصيام المتقطع - تناول وجباتك في فترة مدتها ثماني ساعات في وقت مبكر من اليوم - في إنقاص الوزن عن طريق الحفاظ على انخفاض مستويات السكر في الدم في المساء عندما تكون أقل نشاطًا.
ومع ذلك، هناك أدلة مختلطة حول ما إذا كان الصيام لفقدان الوزن أكثر فعالية من اتباع نظام غذائي مقيد بالسعرات الحرارية، حيث وجدت مراجعة عام 2015 أن الصيام المتقطع يميل إلى فقدان الوزن، حيث فقد المشاركون حوالي سبعة إلى 11 رطلاً في 10 أسابيع.
ومع ذلك، وجدت دراسات أخرى أن الصيام المتقطع وتقييد السعرات الحرارية كانا فعالين بنفس القدر في مساعدة الناس على إنقاص الوزن.
كيف تصوم بأمان
يمكن أن تتراوح أوقات الصيام بشكل كبير، في حين أن الصيام المتقطع عادة ما يتضمن الصيام لمدة 16 ساعة في اليوم، يمكن أن يتراوح الصيام الأطول من 24 إلى 72 ساعة.
وليس هناك مقدار سحري من الوقت يجب أن تصوم فيه، أفضل ما يمكنك فعله هو الاستماع إلى جسدك وتحديد نوع الصيام المناسب لك، وإذا كنت تشعر بالعصبية أو الغثيان أو الإغماء أو أنك غير جيد أثناء الصيام، يجب عليك التفكير في الإفطار، هذا إن لم يكن صيامك لسبب ديني.
اقرأ أيضا:
هذا هو العام الأصعب في حياة الإنسان اقرأ أيضا:
احذر.. مخاطر صحية لتشغيل المدفأة أثناء النوم