وقع لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم من الكرامات، كما يؤكد صحة نبوته صلى الله عليه وسلم، لأن كرامة الصحابي تبع لكرامة نبيه، ومن ذلك ما وقع مع خادم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل أنس بن مالك.
يقول أحد معاصريه : أتيت أنس بن مالك رضي الله عنه فقال: يا جارية، هلمّي المنديل فأتت بمنديل وسخ.
فقال: أوقدي التنّور، فأوقدته، فأمر بالمنديل، فطرح فيه، فخرج أبيض كأنه اللبن، فقلنا: ما هذا؟
قال: منديل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجهه، فإذا اتسخ صنعنا به هكذا، لأن النار لا تأكل شيئا مر على وجوه الأنبياء.
ما وقع لتميم الداري:
خرجت نار من الحرة فجاء عمر إلى تميم فقال: قم إلى هذه النار، فقام معه وتبعتهما، فانطلقا إلى النار فجعل تميم يحوشها بيده، حتى دخلت الشعب، ودخل تميم خلفها، فجعل عمر يقول: ليس من رأى كمن لم ير قالها ثلاثا.
وعن مرزوق رضي الله عنه أن نارا خرجت على عهد عمر رضي الله عنه، فجعل تميم الداري رضي الله عنه يدفعها بردائه حتى دخلت غارا فقال: لمثل هذا كنا نختبئك يا أبا رقية.
اظهار أخبار متعلقة
كرامات لخالد بن الوليد:
نزل خالد بن الوليد رضي الله عنه الحيرة على أمير بني المرازبة- ولاة لكسرى- فقيل له: احذر السم لا تسقيكه الأعاجم، فقال: ائتوني به فأخذه بيده، ثم اقتحمه، وقال: بسم الله، فلم يضره شيء.
وعن قيس بن أبي حازم رحمه الله تعالى قال: رأيت خالد بن الوليد رضي الله عنه أتى بسم فقال: ما هذا قالوا: سم، قال: بسم الله، وشربه.
ما وقع لعبد الله بن جحش:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال له يوم أحد: ألا تدعو الله تعالى؟ فخلوا في ناحية.
فدعا سعدا فقال: يا رب، إذا لقيت العدو فلقني رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله ويقاتلني ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه، فأمّن عبد الله.
ثم قال: اللهم ارزقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده، أقاتله فيك، ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدا قلت: من جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي رسولك صلى الله عليه وسلم، فتقول: صدقت، قال سعد: كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقان في خيط.