النبل: هو خُلُقٌ حميد، يتحلَّى صاحبه بالذَّكاء والنَّجابة في ذاته، والفضل والرِّفق في تعامله مع النَّاس، مع حِذْقٍ في الرَّأي والعمل"، وللنبل عن السلف والعلماء عدة تعريفات أهمها:

يقول معاوية رضي الله عنه: (أتدري من النَّبِيل ؟ هو الذي إذا رأيته هِبْتَه، وإذا غاب عنك اغتبته)، وعنه أن رجلا قال له:  ما المروءة؟ فقال: إصلاح المعيشة، واحتمال الجَرِيرَة، قيل له: فما النُّبْل؟ قال: مؤاخاة الأَكْفَاء، ومداجَاة الأعداء)، أيضا قال معاوية: المروءة هي احتمال الجَرِيرَة، وإصلاح أمر العشيرة. فقيل له: وما النُّبْل؟ فقال: الحِلْم عند الغضب، والعفو عند القدرة".

بينما يقول الغزالي رحمه الله النُّبْل سرور النَّفس بالأفعال العظام، ويضبط الجاحظ بأن من يتصف به لا يضره تَّبذُّل، ومتى لم تكن من أهله لم ينفعك التَّنَـبُّل".

يستلزم أن تكون نبيلا ان تتصف بعة صفات جاءت في أقوال وأفعال الصالحين منها:

المروءة وبُعْد الهمَّة، وبهاء المنظر، وجَزَالة اللَّفظ، والمقامات الكريمة أبو عاصم النَّبِيل،

فالنبل يستلزم ان تكون من أهل الحياء والكرم والجود وتكون إنسانا في تعاملاتك مع الآخرين فلا تحقد ولا تظلم ولا تحابي ولا تجامل على حساب الحق والصواب وبهذا تكون مسموع الكلمة مهاب الشأن محبوبا في الوقت نفسه وبالأحرى نبيلا روى أبو عبيد الآجرِّي عن أبي داود، قال: (كان أبو عاصم يحفظ قدر ألف حديث من جيِّد حديثه، وكان فيه مِزَاح، ويقال: إنَّما قيل له: النَّبِيل؛ لأنَّ فيلًا قدم البصرة، فذهب النَّاس ينظرون إليه، فقال له ابن جريج: ما لك لا تنظر ؟ قال: لا أجد منك عوضًا، قال: أنت نَبِيل".

 يقول سعيد بن العاص: (ما شاتمت رجلًا مُذْ كنت رجلًا؛ لأنِّي لا أُشَاتم إلَّا أحدَ رجلين: إمَّا كريم، فأنا أحقُّ من احتمله، وإمَّا لئيم، فأنا أولى من رفع نفسه عنه)،يقول الأشعث بن قيس لقومه: (إنَّما أنا رجل منكم، ليس لي فضل عليكم، ولكنِّي أبسط لكم وجهي، وأبذل لكم مالي، وأحفظ حريمكم، وأعود مريضكم، فمن فعل مثل هذا فهو مثلي، ومن زاد عليه فهو خير منِّي، ومن قصَّر عنه فأنا خير منه، فقيل له: ما يدعوك إلى هذا ؟ قال: أَحُضُّهم على السُّؤدد ومكارم الأخلاق"

ويقول يحيى بن أكثم: قال الرَّشيدي: ما أنبل المراتب ؟ قلت: ما أنت فيه يا أمير المؤمنين، قال: فتعرف أجلَّ منِّي ؟ قلت: لا، قال: لكنِّي أعرفه؛ رجل في حَلْقَة يقول: حدَّثنا فلان عن فلان عن رسول الله، قال: قلت يا أمير المؤمنين، أهذا خير منك، وأنت ابن عمِّ رسول الله، ووليُّ عهد المؤمنين ؟ قال: نعم، وَيْلك ! هذا خير منِّي؛ لأنَّ اسمه مقترن باسم رسول الله لا يموت أبدًا، ونحن نموت ونفنى، والعلماء باقون ما بقي الدَّهر.

فإذا كانت هذه أحوال الصالحين مع النبل فلقد تعلموا هذا منه صلى الله عليه وسلم الذي ما بعثه الله إلا ليتمم مكارم الأخلاق والذي وصفه ربه بحسن الخلق بقوله: وإنك لعلى خلق عظيم"، فلقد كان صلى الله عليه وسلم

عالي الذكر طيب النفس حيًيا رؤوفا رحيما عطوفا مقداما ذا مروة يسعى لخدمة الغير ويترفع عن رذائل الأفعال والأقوال يمتاز  بعُلوِّ الهمَّة، وشرف النَّفس والحِلْم والصَّبر  كما حاذقًا في تعامله متواضعا لين الجانب وكل هذا يعنى 

 أنه صلى الله عليه وسلم نبيلا.

جدير بالذكر أن النبل وفائده مووضع خطبة الجمعة القادمة والتي قررتها وزارة الأوقاف المصرية.