الأزمات في الحياة مثل الداء، فكما للداء دواء، أيضًا للأزمات حلول.
الجميع يحصر حل الأزمات في الأمور المادية، ولكن هناك حلول إيمانية نبّه لها القرآن العظيم على أسنة الرسل كما قال نوح عليه السام مخاطبا قومه :" استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهار ا".
أزمة بحياة السيدة فاطمة:
يقول الإمام علي- رضي الله تعالى عنه-: قلت لأمي فاطمة بنت أسد- رضي الله تعالى عنها- اكفي بنت محمد صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك خدمة الداخل الطحن والعجن.
ويقول الصحابي عمران بن حصين: إني لجالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت فاطمة، فقامت بحذاء النبي صلى الله عليه وسلم مقابلة فقال: «ادني يا فاطمة» ، فدنت دنوة، ثم قال «ادني يا فاطمة» ، فدنت دنوة، ثم قال: «ادني يا فاطمة» فدنت دنوة حتى قامت بين يديه.
قال عمران: فرأيت صُفْرة قد ظهرت على وجهها وذهب الدم فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه ثم وضع كفه بين ترائبها فرفع رأسه قال:«اللهم، مشبع الجوعة، وقاضي الحاجة، ورافع الوضعة، لا تجع فاطمة بنت محمد» ، فرأيت صفرة الجوع قد ذهبت عن وجهها وظهر الدم، ثم سألتها بعد ذلك فقالت: ما جعت بعد ذلك.
حل إيماني من النبي:
يقول الإمام علي- رضي الله تعالى عنه- قلت لفاطمة- رضي الله تعالى عنها- ذات يوم: والله، لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقد جاء أبوك بسبي فاذهبي فاستخدميه، فقالت: وأنا والله، لقد طحنت حتى مَجَلَت يداي – ورمت- فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما جاء بك أي بنية؟» قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت.
فقال:ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله فأتيا جميعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي: يا رسول الله، لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: يا رسول الله، لقد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة، فأخدمنا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا، والله، لا أعطيكم، وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم فرجع.
فأتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطت أقدامهما تكشفت رؤوسهما فتأثر.
فقال: مكانكما، ثم قال: «ألا أخبر كما بخير مما سألتماني» ، قالا: بلى، قال: «كلمات علمنيهن جبريل فقال: تسبحان الله في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا، فإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين» .
قال: فوالله، ما تركتهن منذ سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقيل له: ولا ليلة صفين، فقال: قاتلكم الله يأهل العراق ولا ليلة صفين.