كان يحيى بن معاذ الرازي رحمه عنه، من كبار الوعاظ وأصحاب الكرامات، مشهور بالعبادة والزهد.
قال أهل التاريخ: خرج يحيى بن معاذ إلى بلخ وأقام بها مدة ثم رجع إلى نيسابور ومات بها سنة ثمان وخمسين ومائتين.
مواعظه:
يقول سمعت يحيى بن معاذ الرازي : «من استفتح باب المعاش بغير مفاتيح الأقدار وكل إلى المخلوقين».
وسمعه أحد معاصريه يقول: العبادة حرفة، وحوانيتها -دكاكينها- الخلوة، ورأس مالها الاجتهاد بالسنة، وربحها الجنة.
وسمعه آخر يقول: الصبر على الخلوة من علامة الإخلاص.
وكان يقول: " جميع الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة، فكيف يغم عمرك فيها مع قليل نصيبك منها؟
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام عليومن جميل كلامه:
«الصبر على العزلة علامة وجود الطريق، والتعبد على تضييع العيال جهل، ومن طلب الله بعلمه انفرد».
وقال: خرج الزاهدون من الدنيا بداء لا يشفيهم إلا دخول الجنة، وخرج العارفون من الدنيا بداء لا يشفيهم إلا رؤيته.
وقال أيضا: من سعادة المرء أن يكون خصمه فهما، وخصمي لا فهم له.
قيل له: ومن خصمك؟ قال: نفسي، لا فهم لها تبيع الجنة بما فيها من النعيم المقيم والخلود فيها بشهوة ساعة في دار الدنيا.
وقال يحيى: العبرة بالأوقار والمعتبر بمثقال.
وقال يحيى: محبوب اليوم يعقب المكروه غدا.
وقال: من لم يعتبر بالمعاينة لم يتعظ بالموعظة، ومن اعتبر بالمعاينة استغنى عن الموعظة.
وقال أيضا: اجتنب صحبة ثلاثة أصناف من الناس: العلماء الغافلين، والقراء المداهنين، والمتصوفة الجاهلين.
وقال: الزهد ثلاثة أشياء: القلة , والخلوة , والجوع.
وكان يقول: أولياؤه أسراء نعمه، وأصفياؤه رهائن كرمه، وأحباؤه عبيد مننه، فهم عبيد منن لا يعتقون، ورهائن كرم لا يفكون، وأسراء نعم لا يطلقون.
وقال: لا يزال العبد مقرونا بالتواني ما دام مقيما على وعد الأماني.
وقال: هذه الدنيا دار اشتغال , والآخرة دار أهوال، ولا يزال العبد بين هذه الأشغال والأهوال حتى يستقر به القرار، إما إلى جنة، وإما إلى نار ".
ومن أجمل ما قال: على قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق.