يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبدًا».. فكيف إذن الوصول إلى هذا الحوض العظيم، والارتواء من مائه حتى لا نظمأ بعدها أبدًا.
طالما أنه حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الوصول إليه لاشك يأتي باتباع ما جاء به المصطفى عليه الصلاة والسلام، فمن تبع هداه عليه الصلاة والسلام فلا يمكن أن يضل أو يشقى.. إذن فهذا الحوض أعزائي المسلمو، لا يمكن أن يصل إليه إلا من استمسك بسنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أما من حاد عنها وخالفها فإنه لاشك يطرد عنه.
ما هو الحوض؟
للذين قد يتصورون أن الحوض من الروايات غير المؤكدة، نقول لهم، وماذا في وصف الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم له، فعن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه قال: «بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر».. فهو حوض عظيم شديد البياض.. أبرد من الثلج.. وأطعم وأنقى من العسل المصفى.. وأطيب ريحًا من المسك.
عن ثوبان رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، سئل عن شراب حوضه، فقال: « أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما: من ذهب، والآخر من ورق ».. وعن سيدنا حذيفة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن حوضي لأبعد من أيلة إلى عدن، والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم، ولهو أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل».
كن من أول الواردين عليه
الكل بالتأكيد يتمنى أن يكون من أول الواردين على هذا الحوض العظيم، للارتواء منه، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤوساً، الدنس ثياباً، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد، الذين يعطون الحق الذي عليهم، ولا يعطون الذي لهم».. إذن أعد الحق لأصحابه ربما تكن مع هؤلاء يومًا.
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ أناس دوني، فأقول: يا رب! مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرتَ ما عملوا بعدك؟ والله! ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم».