أخبار

أفضل وقت لتناول وجبة الإفطار.. يساعدك على إنقاص الوزن والعيش لفترة أطول

متى يكون الصداع علامة على مرض خطير؟

أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة

ما المسجد الأقصى.. ولماذا يدافع المسلمون عنه؟

العدس غذاء ودواء.. لماذا نحرص على تناوله في فصل الشتاء؟

حتى يؤتيك الله من فضله.. عليك بهذه الأمور

بشارات نبوية للأمة المحمدية.. هؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب

خزائن الله لاتنفد.. لماذا يعاني البشر من التعاسة رغم التقدم العلمي؟ (الشعراوي يجيب)

10طاعات تؤمن لك الوصول لمعية الله .. ليس كمثلها معية

حيوية الحوار.. كيف تصنع من نفسك خطيبًا مفوهًا ومتحدثًا ممتعًا؟

الرد على الشبهات بدعوى الغيرة على الإسلام.. لا يجوز إلا بضوابط تعرف عليها

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 03 اكتوبر 2024 - 11:43 ص
أحيانا يحاول البعض وتحت رغبته في الدفاع عن الدين أن يتعرض لشبهات المنكرين والمشككين ويحاول أن يجيب عنهما برغم عدم تخصصه، وهو ما يولد شبهات لديه ولدى من يناظره أو يجادله.

الدفاع عن الدين:
من هنا كان كلام اهل العلم واضحا في أنه لا يجوز لمن لا علم له ان يثير شبهة ى يتعرض للرد على الشبهة خاصة ضعاف الإيمان فإن هذا يضر أكثر مما ينفع فالدفاع عن الدين وغن كان أمرا محمودا ومرغب فيه لكن له ضوابط وأسس لا يعرفها إلا الفاقهون.
 وينصح أهل العلم بالبعد عن تتبع الشبهات والاشتغال بها؛ فإن القلوب ضعيفة، وكان أئمة السلف - مع سعة علمهم - يعرضون عن سماع الشبهات، فقد أخرج عبد الرزاق في المصنف عن معمر قال: كنت عند ابن طاووس, وعنده ابن له, إذ أتاه رجل يقال له: صالح, يتكلم في القدر، فتكلم بشيء فتنبه، فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه, وقال لابنه: أدخل أصابعك في أذنيك واشدد، فلا تسمع من قوله شيئًا، فإن القلب ضعيف.
وقال الإمام الذهبي: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة.
ثم إن الأصل فيمن عرضت له شبهة أنه يجوز له سؤال أهل العلم عنها, كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلًا، فشفاه منه. أخرجه البخاري.

التعرض للشبهات يضر أكثر ما ينفع:
ويؤكد العلماء أنه لو أعرض عن الشبهة لأنه غير متخصص ولم يبال بها لعلمه المجمل ببطلانها فقد أحسن، وما أجمل النصيحة التي قالها شيخ الإسلام ابن تيمية لتلميذه ابن القيم - وذكرها ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة - حيث قال: قَالَ لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عَنهُ ـ وَقد جعلت أورد عَلَيْهِ إيرادًا بعد إِيرَاد: لا تجعل قَلْبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة؛ فيتشربها فَلَا ينضح إلا بهَا, وَلَكِن اجْعَلْهُ كالزجاجة المصمتة تمر الشُّبُهَات بظاهرها, وَلَا تَسْتَقِر فِيهَا, فيراها بصفائه, ويدفعها بصلابته، وَإِلَّا فإذا أشربت قَلْبك كل شُبْهَة تمر عَلَيْهَا صَار مقرًّا للشبهات.

ضوابط رد الشبهات:
ويرى العلماء أن الشبهات  لا يتعرض للرد عليها إلا من تاه الله بسطة في العلم هو متمرس على الرد على هذه الفتن  التي يثيرها البعض كل فترة وحين، فهي تحتاج لتأهل علمي وثقافي واجتماعي ونفسي أيضا وهذا ليس متاحا لكل الناس كما ان النصيحة بعدم التعرض للرد على الشبهات من غير المتخصصين ليس فيه عدم نصر لدين لكن الدين نفسه يمنع ويضبط الأمور حتى لا يصاب المسلم بشبهة او يقع في قلبه فتنة فيضر أكثر ما ينفع.
ومن ثم فإن أردت سلامة قلبك، وحفظ دينك، ونجاتك من النار، وليس هذا جبنا، بل هو معرفة بقدر النفس، فأنت لست راسخ في العلم حتى تجيب على كل شبهة، وجوابك الضعيف فيه فتنة لك ولغيرك، والله لم يأمرنا أن ننظر في كل شبهة فنجيب عليها، بل الهدي النبوي هو الإعراض عما في أيدي الآخرين من الباطل، فقد روى الإمام أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ فَقَالَ: "أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي  والحديث حسنه الألباني في "إرواء الغليل".
فإذا كان هذا في حق عمر رضي الله عنه، فكيف بغيره من الناس.
وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ  رواه أبو داود ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

موقف السلف من الشبهات:
ولقد كان من هدي السلف الصالح رضوان لالله عليهم أجمعين أنهم يشددون في أمر الاطلاع على الشبهات، حتى لو كانت من مسلمين مبتدعة، فكيف بكفرة ملاحدة، يقول أبو قلابة رحمه الله: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم "، ويقول محمد بن النضر الحارثي: " من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة، وهو يعلم أنه صاحب بدعة، نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه ".
ويقول عبد الرزاق الصنعاني الإمام: قال: قال لي إبراهيم بن أبي يحيى: " إني أرى المعتزلة عندكم كثيرا. قلت: نعم، وهم يزعمون أنك منهم. قال: أفلا تدخل معي هذا الحانوت حتى أكلمك؟ قلت: لا. قال: لم؟ قلت: لأن القلب ضعيف، وإن الدين ليس لمن غلب.
وفي هذا يقول الذهبي رحمه الله وساق قول سفيان: "من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه، وعنه: من يسمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبه".
كما حرم الفقهاء النظر في كتب أهل الكتاب وأهل البدع إلا لمن له أهلية يستطيع أن يرد عليها.

الكلمات المفتاحية

ضوابط رد الشبهات موقف السلف من الشبهات التعرض للشبهات يضر أكثر ما ينفع الدفاع عن الدين

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أحيانا يحاول البعض وتحت رغبته في الدفاع عن الدين أن يتعرض لشبهات المنكرين والمشككين ويحاول أن يجيب عنهما برغم عدم تخصصه، وهو ما يولد شبهات لديه ولدى م