رويت الكثير من الكرامات والراويات عن عابد البصرة حبيب بن أبي محمد .
ومن غرائب ما روي عنه أنه روي عن الفرزدق الشاعر المشهور، قال: لقيت أبا هريرة بالشام فقال لي أنت الفرزدق؟ قلت: نعم.
فقال: أنت الشاعر؟ قلت: نعم، فقال: أما إنه إن طالت بك حياة ستلقى أقواما يقولون: لا توبة لك فلا تقطع رجاك من الله عز وجل.
وما روي أيضا من كراماته ما حكاه أحد معاصريه أنه قال :" كنا عند حبيب أبي محمد، فقال رجل: إني أجد وجعا في رجلي فقال له: اجلس، فلما تفرق الناس يقول الراوي: قام فعلق المصحف في عنقه وقال: لا تسود وجه حبيب اللهم عافه حتى ينصرف ولا يدري في أي رجليه كان الوجع.
فوجد الرجل العافية فسألناه في أي رجلك كان الوجع قال: لا أدري.
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام عليوقال حبيب: أتانا سائل وقد عجنت عمرة وذهبت تجيء بنار تخبزه فقلت للسائل: خذ العجين، قال: فاحتمله فجاءت عمرة فقالت: أين العجين؟ فقلت: ذهبوا يخبزونه، فلما أكثرت علي أخبرتها.
فقالت: سبحان الله لا بد لنا من شيء نأكله قال: فإذا رجل قد جاء بجفنة عظيمة مملوءة خبزا ولحما فقالت عمرة: ما أسرع ما ردوه عليك قد خبزوه وجعلوا معه لحما.
وحكي أنه أصاب الناس مجاعة فاشترى من أصحاب الدقيق دقيقا وسويقا مؤجلا وعمد إلى خرائطه فخيطها ووضعها تحت فراشه ثم دعا الله فجاء أولئك الذين اشترى منهم يطلبون حقوقهم، قال: فأخرج تلك الخرائط قد امتلأت، فقال لهم: زنوا فوزنوا، فإذا هو يقوم من حقوقهم.
وحكى جعفر بن سليمان، قال: سمعت حبيبا أبا محمد، يقول: أتانا زوار لنا وقد طبخنا سمكا فكنا نريد أن نأكله فأبطأ الزوار في القعود، فلما قام قلت لعمرة: هات حتى نأكله، قال: فجاءت به فإذا هو دم كثير سائل فألقيناه في الحُش.
وعن جعفر أيضا، قال: كان حبيب أبو محمد رقيقا من أكثر الناس بكاء، فبكى ذات ليلة بكاء كثيرا فقالت عمرة بالفارسية: لم تبكي يا أبا محمد؟ قال لها حبيب بالفارسية: دعيني فإني أريد أن أسلك طريقا لم أسلكه قبل.