أخبار

كثرة النظر إلى الباطل يذهب بمعرفة الحق من القلب (إبراهيم بن أدهم)

لو إيمانك ضعف كيف ترجعه من جديد؟ .. الدكتور عمرو خالد يجيب

مترجم فوري للنبي عمره 13 عامًا.. ما قصته؟

الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلام

لا تفوتك.. وجبة إفطار يومية لمن يريد أن يعيش حتى 100 عام!

ظهور هذه العلامات على اليدين تشير إلى مرض الكبد

كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على إقناع اصحابه دون إجبار.. وهذا هو الدليل

هؤلاء ينالون شرف شفاعته ويحشرون في كنفه

دف قلبك بهذه الطريقة تسلم لك جوارحك

جلست بجواري في المواصلات والتصق جسدي بجسدها فهل ينقض وضوئي؟

إذا ضاقت بك الدنيا فالجأ إلى الله بهذه الطريقة

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 19 يناير 2025 - 09:45 ص
لا تستقر الدنيا على حال فهي إن أحسنت يوما أساءت ضحى غدٍ، ويتقلب الإنسان فيها بين الضعف والقوة الغنى والحاجة الصحة والمرض لكن المؤمن له في كل هذه الأحوال ما يحميه من شيطان نفسه حتى لا يغويه.

الأنس بالله:
حين تضيق بك الدنيا لأجل مشكلة ما فقر أو مرض أو غيره فأنت إذا تحتاج لاستراحة من نوع خاص تحتاج أن تشحن بطاريتك لتقاوم هذه المعضلة تحتاج لزاد روحي يجعلك تقاوم ما تواجهه من أهوال أيا كانت، وهنا تمد يدك لله فتصل الأرض بالسماء تستعدي قوته ولطفه وستره ومعاونته سبحانه وتعالى، فأنت تسير في هذه الدنيا دون استراحة وتواجه ضغوطاتها دون توقف أو تمهل.. أن تصارع مشكلاتها وتقاوم متاعبها؛ ففي كل هذا تقل طاقتك وتذبل عافيتك وتحتاج لمحطة هدنة تزود فيها الطاقة وتفرغ فيها الآلام.. وأي راحة هذه في هذه الدنيا غير اللجوء إلى الله خالق الكون ومدبر الأمر العليم بخفايا النفس والمطلع على أسرارها.. وهنا تتجلى ضرورة الاختلاء بالله عن الناس.  
الخلوة بالله تعالى راحة للقلب وسكينة للفؤاد وراحة للبال.. وهي بمثابة محطة وقود يتزود فيها المؤمن بالإيمان ويشحن فيه طاقته لمواجهة الحياة  بمتاعبها.. فيطرح نفسه بين الله على فترات منقطعا عن الناس يناجي الله ويناديه ويخاطبه ويعرض عليه حاله ويسأله التوفيق والسداد.
والمسلم بين الله تعالى في خلوته شأنه عظيم، وهو أبعد ما يكون عن الرياء حيث لا عين ترمقه ولا أذن تسمعه.. وهنا تطهر النفس من الرياء ويبعد عن القلب النفاق؛ فيتجدد حاله ويعلو إيمانه وتزدهر أيامه ويرى الحياة بمنظور آخر مختلف؛ يراها دار فناء لا دار بقاء، دار عمل وكسب لا دار جزاء وعطاء، يراها دار ابتلاء فلا يخلد فيها للراحة وتضييع الوقت فيما لا طائل من ورائه.. وبهذه تتغير حالته ويصفو قلبه الذي لا يحمل والحالة هذه كرهًا لحد ولا ضغينة ولا حسد.
الالتجاء إلى الله تعالى.. وقاية:
ومن يلتجئ إلى الله في كل أحواله ويحتمي بحماه هو الفائز حقا ففي النعماء يشكر وفي البلاء يصبر وهذا شأن المؤمن دوما ففي الحديث، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.

الحماية الربانية:
من جهته، يلمح د.محمد العجرودي باحث في الإعجاز العلمي أن الالتجاء إلى الله تعالى للحماية والوقاية من كل سوء وشر وأذى من أعظم العبادات، وأفضل الطاعات، فالله عز وجل يحب المستغيثين به ، الملتجئين إليه ، المستعيذين بعظمته وقدرته .قال الله عز وجل : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ . وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ . وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ . وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد" (سورة الفلق/1-5).وقوله تعالى : ( من شر ما خلق ) جاء بصفة العموم ، فشمل الاستعاذة من كل شر في الحياة الدنيا كالشيطان ووساوسه والأمراض ومسبباتها ، والمخلوقات جميعا وشرها .
وذكر ما قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله :) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) أي : من شر جميع المخلوقات، وقال الحسن البصري رحمه الله : جهنم وإبليس وذريته مما خلق .

الأذكار تحميك:
ويبين أن النبي صلى الله عليه وسل قد علَّمنا الاستعاذة بالله من شر ما خلق في بعض الأذكار الشرعية: فعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ ) رواه مسلم.
وفي صحيح مسلم رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البَارِحَةَ، قَالَ: "أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ" (رواه مسلم)، وفي رواية للترمذي رحمه الله : "مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةِ" والحُمَةُ : لدغةُ كلِّ ذي سمٍّ كالعقرب ونحوها .
وقد أورد الترمذي رحمه الله عقب الحديث عن سُهيل بن أبي صالح - أحد رواته - أنَّه قال : ( كان أهلُنا تعلَّموها ، فكانوا يقولونَها كلَّ ليلةٍ ، فلُدغَت جارِيَةٌ منهم ، فلَم تَجِدْ لَها وجَعاً ).
فالحديث فيه دلالةٌ على فضلِ هذا الدعاء ، وأنَّ مَن قاله حين يُمسي يكون مَحفوظاً بإذن الله.

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : "إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ".رواه البخاري
وعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
"مَنْ قَالَ : "بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِي".
وقَالَ : فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ ؟! فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَلَا كَذَبَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ مَا أَصَابَنِي غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا .
رواه أبو داود سننه ، ورواه الترمذي في سننه (3388) بسند صحيح.
والفالج مرض عصبيّ يتصف بانعدام الحركة في أحد شقي البدن اليمين واليسار، وينتج عنه آفة دماغيّة أحيانا .


الكلمات المفتاحية

الأذكار تحميك الأنس بالله الحماية الربانية الخلوة بالله

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا تستقر الدنيا على حال فهي إن أحسنت يوما أساءت ضحى غدٍ، ويتقلب الإنسان فيها بين الضعف والقوة الغنى والحاجة الصحة والمرض لكن المؤمن له في كل هذه الأحو