سن الأربعين هو سن النضج والكمال وقد عبر الله عنه في القرآن بسن الاستواء، كما قال بعض المفسرين في قلوه تعالى: "ولما بلغ أشده واستوى ءاتيناه حكمًا وعلمًا " قالوا استوى: أي بلغ الأربعين .. ولقد نزلت الرسالة لخاتمة على أفضل الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم حين بلغ أربعين سنة، كما أن سن الأربعين ورد صراحة في القرآن الكريم في قوله تعالى: حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قل رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي..".

وقد ورد عن بعض الصالحين محذرا من ضياع العمر والشباب في اللهو واللعب بقل الأربعين أن من بلغ الأربعين ولم يغلب خيره شره فويل له.. ويعتبر أن الأربعين بمثابة مقياس يعرض الإنسان أعماله عليها فهو إلى الشيخوخة أقرب وعليه أن يجمع أوراقه ويحاسب نفسه على ما فرط ويستقبل حياة جديدة.

 من بلغ الأربعين عليه أن يتعامل بطريقة مختلفة فهو ليس شابا وليس شيخا وليس طفلا فهو في منتصف عمره وعليه أن يحدد بدقة أي الطرق يريد أن يسلك حتى لا يفاجا بأن الوقت قد مر ولا وصحته قد ضعفت وقد أشرف على النهاية.

يتكلم علماء الاجتماع عن أدواء وأمراض مجتمعية تصيب الإنسان بعد الأربعين، وينصحون الشباب بمحاولة التجهيز لهذه المرحلة التي  تختلف عن أي مرحلة من مراحل العمر.

وعن أهم ما يعرض لك –في الغالب، بعد سن الأربعين ما يلي:

- ستفضل الذهاب وحدك لحاجاتك.

- تميل للجلسة في البيت.

- لا ترغب في الضوضاء وتحب أن يكون هاتفك صامتا.

- ستميل لعدم الكلام الكثير وستكتفي بالرسائل غالبا.

- تعتبر أن فنجان القهوة أو كوب الشاي من أعظم النعم عليك.

- ستشغلك فكرة التزاماتك ومسئولياتك.

- لن تعاتب من يؤذيك كثيرا وستكتفي بالصمت وبدون عتاب.

-ستلاحظ  أن اجيالًا جديدة تعيد التاريخ قدامك.

- سترى أن كل شيء مقدر ومكتوب وستقتنع جدا بقضاء الله وقدره.

-  ستميل للعزلة والهدوء.

- ستأكل أي حاجة لأنه مش فارقة معك ولن تميل للتزيين والأذواق كما كان.

وينصح لمن بلغ هذا السن بألا يضيع وقته كثيرا وأن يحاول التزود في أعمال الخير، وألا يدخل في مجادلات كثيرة، وأن يدرك ما يمكن إدراكه وعد التطلع للدنيا وزهرتها لأنه سيفاجأ بأنه يودع أناسا كثيرين عاش معهم وكبر وسطهم، حاول تبعد عن أي حاجه غلط حتى لا تقع في ذنوب، حاول تترك بصمة للحياة لأنك بتكون حاسس إنك أوشكت على الرحيل، احترم سنك، وحاول تبر أهلك على قدر المستطاع.