عزيزي المسلم، ارحم نفسك قليلاً من التفكير في الحسابات والتربيط والتوقعات والانتظار .. يكفي أن تتذكر أنك وحدك في هذه الحياة الدنيا وأنك غير مسؤول عن كل شيء يحدث .. وإنما أنت مسؤول فقط عن السعي .. وليس لك علاقة نهائيًا بالنتائج، ولا بما سيحدث مستقبلا.. واعلم أنه في لحظة وربما في أقل .. كل شيء يتغير مهما كنت حاسبها !
لكن وسط كل ذلك عليك عزيزي المسلم أن تصدق تمامًا أن الله سميع بصير.. وأنه عالم خبايا نفسك مهما كانت.. فعن سيدنا أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أو قال لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعني وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لي يا عبد الله بن قيس قلت لبيك يا رسول الله قال ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي قال لا حول ولا قوة إلا بالله.. فالله أقرب إليك مما تتصور لكنك لا تدري.
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنةهون على نفسك
إذن عزيزي المسلم، هون على نفسك، فالأمر مهما كان لا يستحق كل هذا الاهتمام، طالما لم تخرج عن الملة، أو تقع في كبيرة من الكبائر، وحتى لو أذنبت، فإن الله غفور رحيم، وتوبته أقرب إليك من حبل الوريد، وحتى لو رفعنا أيدينا إلى السماء، فلا نرفع أصواتنا، بل نناجيه فهو سميع بصير، وسيسمع شكوانا مهما كنا، فقد سمع من قبل دعاء نبي الله يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت، فكيف به لا يسمعك؟.. قال تعالى: «وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».. انظر فورا كانت الاستجابة، ونحن أيضًا فقد علمنا الله تعالى صفة الدعاء بقوله الحق: « ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ » (الأعراف: 55).
الله قريب
الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، حين سأله أحد الصحابة، الله قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه، فكانت الإجابة سماوية من لدن حكيم ودود، قال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».. إذن الله قريب وأقرب منك إليك.. فهون على نفسك الأمر مهما كان، ولا تضيع عنك فرص عديدة من التفكير في الحسابات والتوقعات والانتظار.