ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: هل إذا قال الإنسان أعاهدك يا الله ألا أفعل كذا، ثم فعله، هل يعتبر ذلك من الذنوب، وهل يعتبر حنثًا لليمين يحتاج إلى كفارة أو لا؟

وأجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية:

هذا السؤال ذو شقين، الأول يتعلق بالعهد، وما أخذه الإنسان على نفسه أمام الله سبحانه وتعالى في فعل شيء وتركه، ثم بعد ذلك مخالفة العهد، وما إذا كان يترتب عليه كفارة أم لا؟

ومما لا ريب فيه أن الإنسان إذا عاهد ربه علي فعل شيء أو تركه، وكان هذا الشيء ليس من الأمور المحرمة أو الواجبة، لأنه إذا عاهد ربه أن يترك واجبًا عليه لا يجوز له أن يتركه، وإذا عاهد ربه علي أن يفعل محرمًا لا يجوز هذا من العبث ومن اللغو، ومن الألفاظ التي ترتب إثمًا علي قائلها.

لكن إذا عاهد الإنسان ربه أن يطيعه في فعل شيء ليس واجبًا عليه فإنه في هذه الحالة يجب أن يوفي بالعهد، لقوله سبحانه وتعالي: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"، وقد فسر الإمام القرطبي أن العقود هنا المقصود منها العهود، بمعنى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعهود، أي بما عاهدتم به الله، أو عاهدتهم الناس إذا أخذتم العهد علي أنفسكم وألزمتم أنفسكم شيئًا يجب عليكم أن توفوا بهذا.

وبلا ريب أن الإنسان عندما يعاهد ربه على فعل شيء ثم يتركه فإنه يقع تحت طائلة الآثم، لأنه لم يلزم بشيء قبل ذلك حتى يلزم نفسه به، ومن أَلزم نفسه بشيء أُلزم به كما تقول القاعدة، ويجب عليك الوفاء.

وأنت ألزمت نفسك ليس أمام البشر، بل أمام رب البشر، لكن هل إذا خالف الإنسان هذا العهد وفعل ما يخالفه، هل هو يحنث في ذلك، هل يجب أن يأخذ حكم اليمين، فتجب عليه الكفارة، أم يكون آثمًا فقط، في كل الأحوال يجب عليه أن يستغفر ربه لما فعل ويخرج كفارة، حتى يخرج من خلاف الفقهاء على سبيل الاحتياط.

اقرأ أيضا:

هل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على ذنب آخر؟