عزيزي المسلم، هل تشعر طوال الوقت بالذنب، وتلوم نفسك، وغير راضي عنها دائماً ؟ .. هل تتقبل فكرة أنك تخطئ أم لابد عليك أن تظهر دومًا كإنسان مثالي ؟.. هل تدري ما هو الذنب الحرام، أم أن كل ذنب بالفعل هو حرام؟.. ما الحكمة من الديانات والكتب السماوية لو طبقنا الأخلاق؟.
أسئلة تدور في ذهن كثيرين، ولا يجد لها إجابة، على الرغم من أن الإجابة واضح وضوح الشمس، وهي أن الله عز وجل خلقنا في هذه الحياة الدنيا لكي يختبرنا، ومن ثم كلا على قدر نجاحه في الاختبار، قال تعالى: «أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ».. إذن لابد أن توضع في الاختبار، لكن درجة إيمانك بالله هي التي تحدد ردة فعلك، ودرجة نجاحك، هل تحصل على 50% أم 70، أم أنت من المتوفقين وتحصل على ما فوق الـ90%؟.. الأمر إليك.
صورتك أمام الناس
عزيزي المسلم، هل تخشى الذنب بالفعل، أم من صورتك أمام الناس؟.. هل تعرف الفرق بين معصية الإنسان و معصية الشيطان؟.. بالتأكيد على الإنسان أولا أن يعرف ما هو الذنب؟.. والذنب هو الوقوع في خطأ ما يحرمه الله عز وجل، أو حتى يرفضه المجتمع، ومن ثم فإن معصية الإنسان لابد أن تقع لأننا في النهاية بشر، والله عز وجل يقول لعباده: «لو لم تخطئون ثم تستغفرون وتتوبون، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون»، لكن الإسراع في التوبة والاستغفار هو ما يفرق بين عبد وآخر، فكلما استعجلت التوبة، بادر الله عز وجل بقبولها، بينما إن لم تتعجل زاد الأمر، كـ(الحِمل)، يحمله الحيوان وكلما زاد عليه الطريق لاشك تعب، بينما لو كان الطريق قصيرًا ما أحس بأي تعب أو جهد.
اقرأ أيضا:
عبد الله مخلصا 500عام وقذف في النار .. هذا هو السبب .. اللهم ادخلنا الجنة بفضلك وليس بعدلكالاستغفار
لكن بينما أنت كذلك، هل كل الذنوب لازمها استغفار ؟.. ومتى تصبح مستهينًا بالذنب؟.. وما هي النفس اللوامة، والفرق بينها وبين وجلد الذات ؟.. بداية نعم في كل وقت لازم وداوم على الاستغفار، حتى لو تذنب، فإنها بركة العمر، ورفع الدرجات، والتقرب إلى الله عز وجل.
أما استهوانك بالذنب، فيأتي عندما تمتنع عن الاستغفار، أو تستهين به، ومع مرور الوقت يقسو قلبك، ثم تنسى طريق الاستغفار، فيتبدل حالك إلى الأسوأ لاشك، بينما إن لازمت الاستغفار رق قلبك، وكلما وقعت في ذنب لحقت نفسك بالاستغفار، فغفر الله لك.
أما النفس اللوامة، فهي التي تراجع صاحبها لحظة بلحظة، وتدفعه بمنتهى القوة نحو الاستغفار والتوبة، وهذا ليس يعد جلدًا للذات، وإنما رجوع إلى الحق، والرجوع إلى الحق فضيلة لاشك، بينما الإصرار والتكبر عن التوبة والاستغفار لهو العلو والكبر في الأرض وليعاذ بالله، فلنحذر جميعًا منه.