في ظل السباق المحموم للبحث عن علاجات لفيروس كورونا المستجد، الذي أثار الفزع في العالم، وقتل أكثر من مليون ونصف مليون شخص، لا زال العلماء يبحثون عن طرق يمكن من خلالها تقليل مخاطر الإصابة بالعدوى ومنع الأعراض الشديدة حال الإصابة.

أحد السبل التي يستكشفها الأكاديميون هو دور التغذية، في ظل التجارب والدراسات العلمية التي توصلت إلى أن العديد من منتجات السوبر ماركت قد تكون قادرة على المساعدة في مكافحة فيروس كورونا.

وتكثر النظريات حول الدور الوقائي للمكملات الغذائية الشائعة مثل أوميجا 3 وفيتامين د والميلاتونين، ولكن قد تساعد أيضًا العناصر الغذائية الأخرى.

ونشرت صحيفة "ديلي ميل"، قائمة من ستة عناصر يمكن شراؤها من السوبر ماركت، والتي وجد الخبراء، أنها مفيدة في مكافحة جائحة فيروس كورونا.

وقالت الدكتورة سارة بيري، الباحث في علوم التغذية في كلية "كينجز لندن"، إن أفضل طريقة لاستخدام الطعام لتعزيز الوقاية من كوفيد -19 هي اتباع نظام غذائي تقليدي وصحي ومتنوع.

وأضافت: "الطريقة التي نحتاجها للتفكير في طعامنا هي من حيث الأنماط الغذائية بدلاً من" الرصاصة السحرية".

. التونة 

التونة، الطازجة، أو المعلبة، هي طعام شائع للغاية يتم تناوله في جميع أنحاء العالم، يعرف بأنه مصدر جيد لفيتامين ب 12، حيث يحتوي على نسبة عالية من أوميجا 3، ويحتوي على نسبة عالية من البروتين.

وبحثت ورقة علمية نُشرت في مجلة (Food Chemistry) في أكتوبر في البروتينات المشتقة من التونة وما إذا كانت تلعب دورًا في منع الإصابة بفيروس كورونا.

وقالت هانا ويتاكر، المتحدثة باسم جمعية الحمية البريطانية (BDA): "يُظهر البحث أن بروتينًا داخل التونة (EM) يمكن أن يمنع ارتباط سارس – كوفيد – 2"، الفيروس المسبب لـ كوفيد- 19.

وأضافت: "قد يشعر الناس أن تناول المزيد من التونة سيمنعهم من الإصابة بـ كوفيد، ولكن من المحتمل أن يكون هذا غير صحيح، كما أن تناول التونة المفرط يمكن أن يكون له أيضًا تأثير سلبي على الصحة بسبب ارتفاع نسبة الزئبق".

. الشوكولاتة الداكنة والعنب 

الفلافانول عبارة عن مجموعة من المركبات الكيميائية الموجودة في العديد من المنتجات الغذائية المختلفة، من بينها الشاي الأخضر وعنب المسكدين والشوكولاتة الداكنة والتوت الأزرق.

وتم ربطها بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تحسين الدورة الدموية في الساقين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا وتحسين خفة الحركة العقلية .

وأراد باحثون بالولايات المتحدة معرفة ما إذا كانت مجموعة فرعية، تُعرف باسم (flavan-3-ols)، يمكن أن تعزز جهاز المناعة لدى الشخص للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا، والتركيز على إنزيم (Mpro) المذكور أعلاه.

وقال مؤلف الدراسة البروفيسور، دي يو شيه: "يحتوي الشاي الأخضر على خمسة مركبات كيميائية مختبرة ترتبط بمواقع مختلفة في الجيب على Mpro، مما يربكها بشكل أساسي لتثبيط وظيفتها".

وعنب المسكدين يحتوي على هذه المواد الكيميائية المثبطة في الجلود والبذور.

ويقول الباحثون في دراستهم إنه بالنظر إلى عدم وجود دواء فعال حتى الآن لـ كوفيد - 19، "توصي النتائج بأن هذه المركبات الغذائية ومستخلصات الشاي الأخضر والعنب والكاكاو يمكن استخدامها للتدخل في تدمير سارس كوفيد -19. -2".

اقرأ أيضا:

الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء

الكفير 

الكفير سائل يشبه الزبادي مصنوع من الحليب والحبوب وهو مصدر جيد للبروتين والكالسيوم. وقد ارتبط سابقًا بتخفيف أعراض القولون العصبي وكذلك تحسين ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.

وقال الباحثون في دراسة من المقرر أن تنشرها ي مجلة (Biomedicine & Pharmacotherapy) في يناير 2021، إن الكفير له خصائص مختلفة مضادة للفيروسات تسمح له بمكافحة عدوى فيروس كورونا.

وكتب الباحثون: "فيما يتعلق بصحة الإنسان، فإن الكفير لديه إمكانات مضادة للفيروسات ومضادات الميكروبات ومضادة للالتهابات".

راجع الأكاديميون الأبحاث التي أُجريت على الكفير وحللوا خصائصه الحيوية، وسجله الحافل من الإجراءات المضادة للفيروسات ضد العدوى مثل حمى الضنك، وزيكا، والالتهاب الكبدي سي، وكيف أنه قد يتفاعل مع فيروس كورونا

 مستخلص بذور الجريب فروت

إكسلير هو بخاخ أنفي موجود منذ عدة سنوات، والغرض الرئيسي منه هو تنظيف الأنف، وهو مصنوع من مستخلص بذور الجريب فروت والإكسيليتول، وهو جزيء قصير من الكربون.

وكشف بحث جديد، أنه قد يكون له خصائص مضادة للفيروسات. وأجرى العلماء تجربتين ووجدوا أن مستخلص بذور الجريب فروت بتركيز 0.2 في المائة فقط كان قادرًا على تقليل كمية السارس- كوفيد -2 دون المستويات القابلة للاكتشاف.

في 8 ديسمبر، أعلنت شركة إكسلير أنها تقدم طلبًا للحصول على إذن استخدام ما قبل الطوارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في محاولة لإدراجه كأداة نظافة لمكافحة السارس- فيروس – كوفيد -2.

ويعتمد التقديم على فوائد إكسلير تنظيف الأنف وربما أي فيروس ، ولكنه يأتي أيضًا على خلفية دراسة وجدت أنه يحتوي على خصائص مضادة للفيروسات ومبيدات الفيروسات.

 مواد حافظة للأغذية المعلبة 

نيسين هو مادة حافظة غذائية طبيعية تصنعها بكتيريا وتوجد في العديد من السلع المعلبة. يُعرف أيضًا بـ (E E234) وهو عبارة عن سلسلة طويلة من الببتيد من ذرات الكربون والتي تضم 34 من الأحماض الأمينية المختلفة.

وتم تحديده لأول مرة في الحليب المخمر ويستخدم الآن على مستوى العالم كمواد حافظة طبيعية وآمنة في مجموعة متنوعة من المنتجات مثل الجبن المعالج وحلويات الألبان والحليب والمشروبات المخمرة واللحوم والأطعمة المعلبة.

نظر الأكاديميون الهنود إلى ما إذا كان يعمل كمضاد للفيروسات ضد فيروس كورونا، وقد تمت مراجعة عملهم من قبل الأقران وقبوله للنشر في إصدار يناير 2021 من مجلة (Virology).

ويظهر، لأول مرة أن الببتيد يمكن أن يمنع مستقبلات (ACE2)، وبالتالي يمنع سارس – كوفيد – 2 من الارتباط به وإصابة الخلايا.

. الأعشاب البحرية 

الكاراجينان هو شكل من أشكال الأعشاب البحرية الصالحة للأكل ذات اللون الأحمر وكان يستخدم لعلاج أمراض الجهاز التنفسي في أيرلندا في القرن التاسع عشر.

النسخة الحاصلة على براءة اختراع من النبات هي أيضًا المكون الرئيسي في رذاذ الأنف إسترلينيًا مقابل 20 مل ولا يتوفر إلا في صيدليات بوتس.

وبدأ الباحثون في جامعة سوانسي التجارب على الإنسان بعد الدراسات المعملية الناجحة لعلاج أكثر من وصفة طبية والتي وجدت أنها يمكن أن تمنع العدوى والأعراض الحادة إذا أصيب الناس بـ كوفيد -19.

وتشمل التجربة 480 من العاملين في الخطوط الأمامية بمستشفيات هيئة الخدمة الصحية الوطنية في ويلز، ومن المتوقع أن يتم إصدار النتائج في مايو 2021.

وقالت الدكتورة زيتا جيسوب، القائدة المشاركة للدراسة في جامعة سوانسي: "لقد سلطت الدراسات السابقة الضوء على فعالية بخاخات الأنف التي تعتمد على ذرة الكاراجينان ضد فيروسات كورونا، مما يشير إلى نتائج واعد ضد سارس - كوفيد -2.

وقالت الدكتورة سارة بيري، الباحث في علوم التغذية في كلية "كينجز لندن"، إنه على الرغم من أن هذه الأطعمة قد توفر بعض الفوائد ، فإن أفضل طريقة للبقاء بصحة جيدة هي تناول نظام غذائي متوازن.

وأضافت: "نحن لا نأكل أطعمة أو مغذيات مفردة، بل نستهلك أطعمة مختلطة تخلق نمطًا غذائيًا". وأشارت إلى أن "هذا هو ما سيؤثر على صحتنا بشكل عام".

وتابعت: "نحن نعلم أن هناك مجموعات غذائية معينة مرتبطة باستجابة التهابية أو ضعف في وظيفة المناعة ولكن لا يوجد طعام واحد يمنح الحماية أو يمنع الالتهاب".

وأوضحت أن "الأطعمة مثل الفواكه والخضروات والبقول والمكسرات والبذور - بالإضافة إلى تقليل الأطعمة المصنعة التي نعلم أنها ستثبط الاستجابات المناعية مثل اللحوم المصنعة – جيدة".

واعتبرت أن "الجمع بين الأطعمة الجيدة وتقليل الأطعمة السيئة هو النهج الذي يجب أن نتبعه بدلاً من التركيز على طعام معين. من المهم تشجيع نظام غذائي متنوع".