يعيش المرء في هذه الحياة ويتنقل بين مشرقها ومغربها طالبا الصواب والحق وهذا شأن عباد الله الصالحين الصادقين في حبهم لله ورسوله.. والسؤال هل للصالحين صفات معينة يعرفون بها؟ من هم الصالحون؟
لا يتوقف
الصلاح على زمن بعينه ولا شخص بذاته لكن الصلاح في أمة الرسول صلى الله عليه وسلم موجود ليوم الدين؛ إذ اللاح له صفات متى توفرت في شخص أيا كان مكانه لونه جنسه زمنه يوصف بالصلاح ويحشر مع الصالحين.
والصالحون هم القائمون بحقوق الله، وحقوق عباده، وإذا أذنب أحدهم بادر
بالتوبة، فهذه هي صفة الصالحين، وهي صفة جامعة لكل خصال الخير الواجبة، والصالحون درجات متفاوتة، فمنهم السابقون، ومنهم المقتصدون.
ويعرف ابن تيمية الصالحون بقوله: إذا كان التوحيد أصل صلاح الناس، والإشراك أصل فسادهم، فالتوحيد وما يتبعه من الحسنات هو صلاح، وعدل؛ ولهذا كان الرجل الصالح هو القائم بالواجبات. والذنوب التي فيها تفريط أو عدوان في حقوق الله تعالى، وحقوق عباده هي فساد، وظلم؛ ولهذا سمي قطاع الطريق مفسدين"، ويقول ابن حجر: الأشهر في تفسير الصالح أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله، وحقوق عباده -فمن ثم؛ كانت كلمة جامعة لمعاني الخير-، وتتفاوت درجاته.
فالصلاح إذا أن تجتهد في تطبيق أمر الله والبعد عما نهى الله والتأسي الحسن بسيرة خير البشر فإن بدرك ذنب أو حلت بك معصية فاطرق باب
التوبة لا تبرحه واعزم على عدم العود للذنب فالله يقبل التوب عن عباده ويعفو عن السيئات شريطة أنتكون صادقا في عودتم وأوبتك لله تعالى وألا تتوب توبة الساهي الغافل الذي يتظاهر بالعودة وقلبه معلق بالمعصية، يقول الشيخ لصالح آل الشيخ: والصالحون: أهل الطاعة والإخلاص لله جل وعلا، الذين اجتنبوا الفساد، واجتنبوا السيئات، وهم الذين اشتركوا في فعل الطاعات وترك المحرمات، أو كانوا من السابقين بالخيرات، فاسم الصالح يقع شرعًا على المقتصد، وعلى السابق بالخيرات؛ فالمقتصد صالح، والسابق بالخيرات صالح، وللغنيمان: الصالح: هو الذي يفعل ما أمره الله به، ويجتنب ما نهاه عنه، وإن فرط منه معصية، بادر بالتوبة، والإنابة إلى ربه.
كيف تكون من الصالحين؟
ابدأ من الآن محاسبة نفسك.
-تعرف على سيرة الصالحين وتأس بها.
- راجع أصدقاءك وزملاءك واحرص على ملازمة من اتصف بالصلاح.
-اجتهد في تحقيق أمر الله والبعد عما نهى وزجر.
-لا تبتأس ولا تيأس من ذنوبك وتفريطك وتب من ذنوبك .
الدعاء الصادق والاستعانة بالله هي أرس كل أمر وأساس كل خير .
-الزم الصدقة فبها يعرف المؤمن من غيره .
-رد المظالم إلى أهلها وابتعد عن الظلم بكل صوره.
احفظ لسانك من الغيبة والنميمة والكذب وكل ما يضرك في دنياك وأخراك.
ماذا يفعل من رأى صالحا؟
من تعرف على صالح او عرفه ينغي مرافقته والتودد إليه وسؤاله وطلبه الدعاء كما ينبغي ألا تبالغ في مدحه وثنائه والأولى أن يقال عنه: نحسبه من الصالحين، ونحوها من العبارات، التي لا تفيد الجزم؛ لأن السرائر لا يعلمها إلى الله، وقد يظهر
الشخص الصلاح، ويكون فاسد الباطن، لكن العبرة في التعامل مع الشخص إنما هو بظاهره، والسرائر أمرها إلى الله، فمن أظهر الصلاح بالقيام بالواجبات، والبعد عن المحرمات، عومل بناء على ذلك، وليس للناس من سريرته شيء، كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: إن أناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا، أمناه، وقرّبناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءًا، لم نأمنه، ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة. أخرجه البخاري.
هل الصالحون موجودون في كل زمان؟
وما سبق يتبين أن
الصلاح لا يقتصر على زمن معين ومكان فلا يخلو زمان من وجود الصالحين، حتى قرب قيام الساعة، فالصالحون أحباب الله وهم أولياء الله، قال تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس:62-63} يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: الدين لا يعمل به إلا المؤمنون الصالحون الذين هم أهل الجنة، وأحباب الله، وصفوته، وأحباؤه، وأولياؤه.