تسهل وسائل الاتصال الحديثة الكثير من الجرائم فبرغم فوائدها المتعددة في تناقل المعلومات واختصار الوقت وقلة الجهد فإن هناك من الشباب من يستخدمها استخدامات محرمة ليسهل اتصاله بالفتيات ويغريهن حتى يقع في شباكه ومن ثم نسمع كثيرا من المشكلات والمصائب التي ترتكب باسم الفيس والواتس وغيرها من مواقع التواصل. يحكي كثير من الشباب بأسماء مستعارة في الجرائد والمجلات وقوعهم في
جريمة الزنا التي لم تعد صعبة كما كان الأمر حيث قلت الرقابة المنزلية وأصبح العالم قرية صغيرة وبإمكان الكثيرين البحث عن رغباتهم بلا حياء ولا دين كل هذا سهل لدى الكثيرين خاصة الشباب والفتيات في سن المراهقة الوقع في
كبيرة الزنا.. ويسأل هؤلاء عن العودة إلى الله وكيف يتوبون.. لاسيما وإنهم في أماكن لا يقام فيها الحد؟
الوقاية خير من العلاج:
ينصح العلماء ابتداء بالبعد عن كل ما يتسبب في إثارة الغرائز ونشر الفتن سواء من
وسائل التواصل او الاتصال المباشر غير المضبوط في العمل والمواصلات وعدم التسهّل حتى لا يقع أحدنا في كبيرة يندم عليها ويلاحقها ذنبها.
كما ينصح العلماء اولياء الأمور بالتقرب من أبنائهم واحتوائهم خاصة في سن المراهقة حتى لا يقعوا فريسة لأيد طائشة أو عبارة خادشة أو صور فاضحة تثير غرائزهم كما تثير لديهم فضول في التعرف على عالم بعد الزواج.
التوبة من الزنا:
لا شك كما يقرر العلماء أن إقامة الحدِّ على الذنب الذي شرع فيه الحد يكفِّر الذنب وما يترتب عليه من إثم، كما أن التوبة الصادقة من الذنوب تكفِّر ما يترتب عليه من إثم ، و " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ، بل إن الله تعالى يبدِّل سيئاته حسنات .
فإن صدق في التوبة ، وأكثر من الاستغفار فلا يلزمه أن يعترف ليقام عليه الحد ، بل التوبة كافية إن شاء الله تعالى ، قال الله تعالى : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً . إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيماً . ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متاباً .
فباب التوبة مفتوح على مصراعيه لمن أراد العودة الصادقة لله تعالى ولا يمكن لأحد إغلاقه.
التوبة الصادقة كفارة للذنب :
وما لا شك فيه أن
التوبة الصادقة التي تعبر عن صدق العبد في الرجوع إلى الله من ذنب فعله أو معصية ذلت قدمه إليها كفارة لهذا الذنب إن تاب وندم وعزم على عدم العود واستغفر وتصدق وأناب؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف ، فمن وفَّى منكم : فأجره على الله ، ومَن أصاب مِن ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا : فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله : فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه " ، وفي الصحيح مسلم عندما جاء "ماعز" إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقر بالزنى وقال : "طهِّرني" (يعني بإقامة الحد) ، قال له : ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه .
ويؤخذ من هذا كما يقول ابن حجر أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر نفسه ولا يذكر ذلك لأحدٍ . . . وبهذا جزم الشافعي رضي الله عنه فقال : أُحبُّ لمن أصاب ذنباً فستره الله عليه أن يستره على نفسه ويتوب.
ستر الذنب:
ومن شراط
التوبة الصادقة ألا يباهي من وقع في المعصية بما فعل ويذكر لأقرانه بل يجب عليه التستر والخوف من الله وألا يفضح ستر الله عليه فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن ألَمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يُبد لنا صفحته نُقم عليه كتاب الله وما تجدر الإشارة إليه في هذا ان من تاب من
الزنا، فيجوز لك الزواج من امرأة ملتزمة عفيفة ، وينبغي أن تستر نفسك ، فلا تخبر أحداً – حتى من تريد الزواج منها - بما وقع منك من زنا ، نسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة ولا عليه إلا أن يستأنف العمل متذكر ذنبه نادما عاوما على عدم العود وان يكثر من الاستغفار والتصدق والتعفف والبعد عن كل وسيلة تقربه للمعصية من جديد.